نايف فواز النمري يكتب: خالد شاهين الطيب
شاهين ابتسم في وجه المصيبة ولا تمل، لانك إنسان مؤمن، والجزع ليس من صفاتك، والامر كله خير لك، وانت اقوى من ان يرى الاخرون ضعفك، أنت واحد من رجال الاعمال القلائل الذين يبقون على رؤوس القمم، بشهادة شركاتك وموظفيك وأعمالك الاقتصادية الكثيرة، تبقى فوق رؤوس القمم حتى عندما تجوع، فتأكل من سنابل النور، وعندما تعطش تشرب من حليب الشمس ذهبها. إنك من رجال الاعمال القليلون مثل ابتسامة الدنيا، النادرون مثل فرح السماء على شرفة الكون، إنك واحد من رجال الاعمال الذين تجود بهم الحياة في زمن بخيل وآخر، وخالد شاهين واحد كثير من هؤلاء القلائل. في الأول من حزيران (يونيو) سنة 1962 فتح خالد شاهين عينيه للدنيا في حلحول قضاء الخليل، وقد هزّ سريره اثنان، أمّه وملاك المال والاعمال. انتبه إلى حبه للتجارة الممزوجة بعروقة التي فيه في سن مبكرة فعمل على صقلها وعرِقَ عقله وقلبه للتجارة فمدّته بكثير من الاعتناء والمعرفة ليكون رجل أعمالاً يخطو من قمة شماء إلى أخرى وليس له خطوات سوى على رؤوس القمم. ويرى الكثير من الناس أن لخالد شاهين فضل الريادة في بثّ الروح الجديدة في علم المال والاعمال الاردني، ولا بد حينما نتحدّث عن خالد شاهين الاقتصادي الفذ أن نستهلّ الكلام عنه كإنسان ذي التزام ثابت إنسانياً وإقتصادياً ووطنياً وحبه لشعبه ومليكه ووطنه لا حدود له، لأن حبه الطبيعي للناس شديد الالتصاق بشخصيته وبصدقه مع ذاته، فهو الاقتصادي الذي لم تسلبه المنابر والمناسبات وعالم الأضواء والشهرة والعلاقات شيئاً من كيانه، إذ يحضر دائماً بما فيه من امتلاء بعيداً عن أيّ تنازل أو مسايرة. يؤمن خالد شاهين بالله سبحانه وتعالى ويَلْبَسُه عبادة وحبّاً، ومن خلال عملنا معه كان يتمتع رجل الأعمال خالد شاهين بعقلية الفارس النبيل. فهو لا يندب حظه، ولا يقف على الأطلال باكيًا وشاكيًا، ولا يعترف بقول "لو أن، ولولا أن"، ولا يندب حظه عندما يخسر، فهو يركز على الحلول، لا على المشاكل. ولأنه يرى في كل تغيير فرصة سانحة، فلديه القدرة على الاستثمار في ألأسواق وانتهاز الفرص المواتية قبل غيره، ولكن بطريقة شريفة عفيفة، وإن ميزة الإحساس بالأمان التي يبحث عنها الناس، لا تحد من قدرة رجل الأعمال خالد شاهين على الحركة، وحريته في السيطرة على الأمور، وذلك لأنه لا يخاف ارتكاب الأخطاء، فهو يعلم أن الخطأ جزء من ضريبة العمل الحر والإدارة المستقلة، وهو دائم البحث عن صفقات ومغامرات جديدة؛ لأن العمل والإنجاز بالنسبة له، متعة في حد ذاتها. فالمسألة ليست أرباحًا فحسب، بل هي لعبة التحدي والإثارة، ومتعة من أجل النجاح. ولخالد شاهين حكاية تُروى مع الكتب في شتى الحقول من علم المال والاقتصاد ولغاية الادب العربي والشعر، لا سيّما من خلال كتاباته في الصحف والمجلات الدورية، على الرغم من أن كثيرا من الكتاب والصحفيين شهدوا له بأنه رقم صعبٌ في اللغة العربية وبأنّ له مقعدا متميزا يُدلّ عليه. ومن أقوال خالد شاهين لموظفية.. إياك أن تتكلم في الأشياء، وفي الناس، إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر، وإذا جاءك أحد بنبأ، فتبين قبل أن تتهور، وإياك والشائعة لا تصدق كل ما يقال ولا نصف ما تبصر، وإذا ابتلاك الله بعدو، قاومه بالإحسان إليه، سأذهب بك لعرين الأسد، وسأعلمك أن الأسد لم يصبح ملكاً للغابة، لأنه يزأر، ولكن لأنه عزيز النفس مهاب، لا يقع على فريسة غيره، مهما كان جائعاً يتضور، لا تسرق جهد غيرك، فتتجور.خالد شاهين الذي إحتفل بعيد ميلادة، يمثل ظاهرة استثنائية بشخصه وعلمة وماله، وعرف على امتداد عمره ماذا عليه أن يفعل ليبقى حاضراً غداً كما هو مالئ الأمس واليوم، مراهناً على عمل العقل في الاقتصاد والمال غير مكتف بما تمليه العاطفة، وبحسب قول أصدقاه ، بإن خالد شاهين المتقن صناعة أمسه ويومه سيتقن صناعة غدٍ لا ينتهي، وهو القائل: «أجمل التاريخِ سيكون غداً». نايف فواز النمري