ترامب في سوريا بين التكتيك والاستراتيجية!



رحم الله المفكر العربي عبد الله الريماوي الذي قال لي مرّة: "الاستراتيجية عبارة عن مجموعة من التكتيكات، ولكنّ مجموعة التكتيكات لا تخلق استراتيجية”، تذكّرت هذا وأنا أتابع تغريدات الرئيس الأميركي المتناقضة، فبدت لي مجرّد تكتيكات دون وجود استراتيجية معيّنة.
دونالد ترامب يريد أن يضرب سوريا بالصواريخ، ويوجّه رسالة مباشرة لروسيا بأنّها لن تستطيع اسقاطها، وربّما يكون هذا صحيحاً ويظلّ موضع ترقّب ورصد، ولكنّ مئات الصواريخ لن تُغيّر الواقع الواضح على الأرض، بل وقد تكون لصالح خصمه الروسي وحلفائه السوريين والايرانيين.
مجرّد الاعلان عن الضربة أفقد ترامب عنصر المفاجأة، وسمح للجيش السوري باخفاء قواه بما فيها الكيماوية إذا وُجدت، واستنفر القوّة الروسية لتصل إلى الجهوزية الكاملة، وإذا كان السؤال الآن عن موعد وحجم الضربة، فإنّ السؤال الأهمّ الذي سيطرح نفسه: ماذا بعد؟
ومع افتراض نجاح الصواريخ في اصابة اهدافها بعملية نظيفة كما يريدها الرئيس الاميركي، فهل سيغيّر هذا من المعادلة السورية، ووقف تقدّم التحالف السوري الروسي الايراني لبسط سيطرته على مناطق جديدة؟ والسؤال الأخطر: ألا يسمح ذلك للجيش السوري باستعمال الكيماوي في المستقبل القريب ما دام العقاب لم يُغيّر من المعادلة، فلننتظر، إذن، ونرى!