نحن والموسم السياحي

 


 


تسهم المقبوضات السياحية بمعدل 13 الى 14% من الناتج المحلي الاجمالي رغم التقلبات التي تشهدها دول عربية كانت تعد مناطق جذب حقيقي للسياحة العربية بخاصة الخليجية، وكان من المتوقع ان يشهد الاردن حركة سياحة كبيرة من مختلف المناطق في ضوء الاستقرار الذي ينعم به، وتنوع المنتوج السياحي الاردني بحيث يمكن اغتنام الموسم الصيفي الى جانب المواسم السياحية الاخرى، الا ان النصف الاول من العام الحالي لم يحقق ما نصبو اليه، فما هي الاسباب التي ادت الى عدم انتعاش السياحة الى الاردن، وفي نفس الوقت ارتفعت السياحة من الداخل الى الخارج بخاصة الى تركيا.

من الثابت ان جهود التسويق السياحي لم تبدأ مبكرا من قبل الجهات المعنية من قبل القطاعين الحكومي والخاص، كما ان مكاتب السياحة لم تقدم بالتعاون مع شركات الطيران المحلية والعربية والفنادق المصنفة برامج مغرية لاستقطاب السياحة العربية والاجنبية، فالاسعار مرتفعة بالمقارنة مع اسعار البرامج المعلنة في الاردن ودول رئيسة تتوجه الى الاسواق السياحية لاسيما في جنوب شرق اسيا.

ان استقطاب السياحة لا يعني فقط تذكرة طائرة او غرفة في فندق او شققا فندقية فقط، فالسياح ينفقون مبالغ تفوق ذلك بكثير في المطاعم والمحلات التجارية والسيارات وغير ذلك، لذلك نجد ما ينفقه السائح على الجوانب الاخرى تعادل ان لم تزد عليها، وهذا كله يضخ في قطاعات اقتصادية اخرى وتعظم المقبوضات السياحية وتعود بالمنفعة على الاقتصاد الكلي، وكما يقال السياحة منجم لا ينضب ويعتمد على قدرة القطاعات الاقتصادية المختلفة في تقديم مزايا امام السياح.

رزمة التسهيلات التي قدمتها دائرة الجمارك العامة للسياح والمصطافين في مختلف المنافذ مهمة لتشجيع المغتربين والاشقاء والزوار من مختلف الاصقاع امر حيوي، لكن السؤال الذي يطرح في هذا السياق، هل تم الإعلان عن هذه التسهيلات في الدول المستهدفة، وهل نجحنا في الابتسام في وجه الزوار على اقل تقدير؟ وهل وضعنا الطواقم المناسبة في هذه المنافذ البرية والجوية؟، وهل قمنا باجراء مسح اولي لتعاملات المواطنين في المطارات والمنافذ الرئيسة؟، والجواب لم نقم بما يجب ان نقوم به في هذا المجال فالامور ما زالت دون المستوى المطلوب حتى الآن، وان هذه الطواقم بشكل عام يفترض ان يتم تدريبها فنون التعامل مع السياح والقادمين، او استبدالهم بطواقم اكثر كفاءة وقناعة بأن اول تفاعل مع السياح يكون في المنفذ الاول والموظف الاول الذي يستقبل السياح، وحان الوقت لاستبدال المقولة عن الاردنيين انهم لا يتقنون فن الابتسام مع الغير.

تنافسية الاردن سياحيا تتطلب اجراء دراسات ومسوحات ميدانية في مطارات دول الاقليم والمنافذ البرية ومحاولة تحسين اوضاعنا؛ ليعود الزائر بانطباع يشجعه للعودة مرة اخرى، وينصح صديقا او قريبا له بزيارة الاردن او العكس.

السياحة صناعة بكامل تفاصيلها بدءا من اعداد الاطقم الجوية والارضية والامن العام وموظفي الجمارك الى العاملين في الفنادق، وقبل كل ذلك اعداد برامج سياحية تسويقية تمكن من تمديد اقامة السياح في المملكة، وكل ليلة اضافية تعني المزيد من الايرادات وتحسين النشاطات الاقتصادية والتجارية في هذه المرحلة بالذات، وهذا ما نحتاجه حاليا.