ما بعد حادثة ساحة النخيل

 


 


صورة الأردن في عيون العرب والعالم تضررت كثيراً،والمغربي والخليجي يسألك عبر الهاتف والإيميل،عن وضع الأردن.

تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم،وتقول لمن يسألك ان الوضع حساس للغاية،وان البلد يعاني لكنه لم يصل الى مرحلة ليبيا واليمن وسوريا،فتعرف ان صورة الأردن تتشكل جراء الحوادث مثل موقعتي دوار الداخلية،وساحة النخيل،وتأثر العرب بالبث الفضائي.

العرب يعتقدون ان العواصم العربية التي غرقت في الفوضى بدأت اشارات الغرق فيها بحوادث مماثلة لحادثتي الداخلية وساحة النخيل،وبالتالي فإن هاتين الحادثتين ستأخذان البلد في النهاية الى نتائج مشابهة.

لمّا وقعت حادثة دوار الداخلية،اتصل العشرات ليسألوا عن البلد،مع الصور الفضائية المبثوثة،التي تقول: إن عمان غرقت في الفوضى،وتشرح لهؤلاء ان الحادث مؤلم لكنه محصور في منطقة الدوار،ولم يمتد الى كل عمان،فلا يقتنع من يسألك،لانه يعتقد ان هذه بدايات شبيهة بما حدث في العواصم التي تهاوت لاحقاً.

في حادثة ساحة النخيل،تم استنساخ المشهد،فالصور التلفزيونية،وصور النت،واشرطة اليوتيوب،تقدم البلد بإعتباره وسطَ مذبحة،لأن تأثير الصور الملونة التي يتم التركيز عليها،وبث الصوت الغاضب للجماهير،وآثارالدم والكدمات،وصور الجرحى،تجعل البعيد يظن ان البلد تغرق وسط فوضى عارمة.

لهذه الاحداث تأثيراتها،وهي بلا شك مؤذية ودموية وسيئة،وتؤدي الى تدمير كل الصورة الانطباعية الايجابية عن البلد،لكنك تكتشف امرين اثنين اولهما ان لا وسائل لدينا لترميم الصورة بعد تضررها،واننا نجلس لنتفرج على صياغة صورتنا وسط عجز عن الرد،بغير "الهيزعيات" المعتادة.

كان الاولى عدم وقوع هذه الحوادث من اساسها،فلا شرطي يضرب مواطناً،ولادركي يعتدي على صحفي او متظاهر،ولا متظاهر تمتد يده الى شرطي،وبما ان هذه الاشياء قد وقعت؛فإن اضرارها سياسياً واقتصادياً واعلامياً،باتت بالغة.

لا وسائل اعلامية لدينا قادرة حتى على تحديد ملامح هذه الحوادث او منحها حجمها الاساس،اذ ان اعلامنا المحلي يذوب امام الآلة الفضائية،وتصبح القصة "انطباعات" عن بلد في حالة فوضى؛لأن حوادث مؤذية قد وقعت،وتضر بالبلد على مستويات محددة وجزئية.

بهذا المعنى صورة الاردن في عيون العرب والعالم بحاجة الى ترميم بالغ.