سالم الفلاحات يكتب : لماذا يزور السفير البريطاني ذيبان؟!

يا سعد ذيبان وأهلها بشبابها المثقف الواعي، دخلت ذيبان  التاريخ (بميشع) قبل آلاف السنين وإن كان (حجرها) قد سرق، وذُكرت بأنها مركز قبيلة أردنية عريقة لها تاريخها النظيف، بلا فخر.
ورفع فيها أول لواء يطالب بالإصلاح في الأردن قبل سبعة أشهر، وسجل لها محلياً وهي على الطريق رغم محاولات البعض اختطاف صحوتها وتشويهها ووأدها.
أما اليوم فيزورها السفير البريطاني في عمان -ويخُصّها بالزيارة- ليستمع إلى مطالب الحراك الشعبي، ليقدم له المساعدة كما قدم زملاؤه المساعدة لأهل حماة!!.. كذباً وزوراً وتشويهاً.
يسأل أهل ذيبان رئيس الحكومة الإصلاحية ووزير داخليته أبطال موقعة (النخيل والمنقل) هل بلدنا مستباح لسفراء الدول الخارجية؟
هل هذه الزيارة بعلمكم وموافقتكم؟ أم أنكم برآء؟ أم هي بترتيبكم؟ أجيبوا الشعب الأردني؟
إن لم تكونوا تعلمون فاعلموا الان؟ وماذا أنتم فاعلون؟
نحن نسعى لبناء بلدنا وإصلاح نظامنا السياسي واستعادة مقدراتنا، ولكن بعقول أردنية وإرادات وطنية محضة، وهكذا هي ثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا.
إن أرسلت دولة من دول العالم العظمى سفيرها لنا اليوم حتى إلى أفقر قرانا (ذيبان). فقد أرسل ملك الروم رسوله إلى كعب بن مالك رضي الله عنه قبل ألف وخمسمئة عام في المدينة المنورة، وجاء في كتابه (قد علمنا أن صاحبك قد جفاك، فالحق بنا نواسك). فلما قرأ العربي المسلم الرسالة -وهو مقاطع من أصحابه رضي الله عنهم بسبب تأخره عنهم في الخروج لغزوة تبوك حتى من مجرد الكلام- قال: إنها محنة ثانية ثم عمد إلى التنور وسجر فيه الكتاب «أي أحرقه».
هكذا كنا ونحن اليوم الشعب الأردني، ومنا (أهل ذيبان العز) نرفض كذب الدول الأجنبية والخارجية كلها، ولا نضع يد الإصلاح الطاهرة بأيديهم الملوثة المشبوهة من قبل ومن بعد.
واهمون هؤلاء إن ظنوا أنّ وطنيتنا وإدراكنا السياسي وعقلنا هو بمقدار فقرنا وحاجتنا المادية خابوا وخسروا.
نحن لا نبيع ولا نشتري على وطننا وقوته وطهارته، مشروعنا الإصلاحي وطني محلي بامتياز.
ونعلمكم جيداً -كما قالت إحدى نائباتكم في مجلس العموم البريطاني «سارة» قبل سنة من هذا التاريخ- فأنتم الذين جئتم لنا بمصيبة وعد بلفور.
نحن نرحب بالضيوف في  كل وقت، لكن زيارة السفراء في هذا الوقت لأريافنا وقرانا ومدننا مدانة وموجهة، ولتلعب الحكومة وأجهزتها غيرها فهي مكشوفة!!
الدعوات التي وجهت لشباب الحراك الشعبي في ذيبان لحضور اللقاء مع السفير لتقديم مطالبهم مرتبة ومدانة ومكشوفة، وقد تعاملوا معها بوعي ووطنية عالية.
وأوجه التحية لشباب ذيبان الذين قاطعوا هذه الزيارة وأدانوها، وما احتاجوا إلى مزيد بحث وذكاء لمعرفة أهداف الزيارة بعد أربعة أيام من ضرب مواطنيهم بهراوات الحكومة ومناقلها وخشبـــها وسلالمها في عــــــمان.
تحية للذين أدانوا الزيارة من كل أبناء بني حميدة وقاطعوها وأصدروا البيانات بشأنها، وفوتوا الفرصة على المتصيدين في الماء العكر لتشويه صورة الحراك الشعبي الأردني بعامة، لتظهر الأقلام المعروفة غدا، وتقول ألم نقل لكم إن هؤلاء المطالبين بالإصلاح لهم أجندة خاصة، وارتباطات خارجية بسفراء بريطانيا وأمريكا و«إسرائيل» وإيران والشياطين.
إنها قاعدة ثابتة يسير عليها دعاة الإصلاح في الأردن منها: سلمية منهجهم واستقلاله ومحليته وواقعيته وشموله، وعدم قبول أي عرض مهما كان نوعه من أي أحد خارج الأردن، ولا يرجع السلاح إلا صدره أو إلى صدر أخيه وطني عاقل، وقد قال أجدادنا من قبل وهم يرددون مع المعتمد بن عباد:
لأن أكون راعي جمال في صحراء إفريقية خير من أن أكون راعي خنازير في بيداء قشتالة.