«النخيل» .. إذا عرف السبب

 

 


حازم ابن شقيقي هو مقدم في جهاز الامن العام وانا صحفي لي في المهنة اكثر من ربع قرن هو مخلص ومنتمٍ للجهاز الذي يعمل به وانا منتمٍ انتماء كاملا للمهنة ومهنيتي وتخيلوا لو انني كنت في ساحة النخيل يوم الحادثة وتعرضت لما تعرض له الزملاء على ايدي رجال الامن العام وكان ابن شقيقي قد شاهد ذلك هل يتوقع عاقل ان يحدث ذلك وهل يرضى ابن شقيقي الامني ذلك.

لو كان ابن شقيق او شقيق او ابن خال او عم سامي المحاسنة في الامن العام هل يرضى ان يتعرض سامي المحاسنة لما تعرض له او غيره من الزملاء وهم كثر في جهاز الامن العام لا اعتقد ذلك نهائيا وانا هنا لا ألوم الامن العام لانهم ابناء وطن كما هم الصحفيون ابناء وطن واحد.

لو تفهمنا هذه الحقائق لما وصلنا لما وصلنا اليه فنحن مجتمع واعٍ ومتفهم ويجب ان نرتقي الى حالة الفهم والوعي التي لدينا وان لا ننجر خلف اهواء واجندات قد يعدها البعض فنحن منا الوزير وشقيقه قد يكون قطب في المعارضة ولدينا رجل الامن وشقيقه قد يكون من قادة الحراك ولدينا المسؤول وشقيقه او قريبه الصحفي المخلص لمهنته الصحفية التي لا يساوم عليها فنحن نلتقي في البيت والعائلة على القضايا العاطفية ونختلف في الافكار والرؤى وهذا هو الصحي وهذه هي الحياة ويجب على الجميع ان يفهم ذلك فمن المستحيلات ان يكون تفكير الناس ضمن خط ونهج واحد فلكل انسان رؤيته في الحياة.

حتى اصحاب النهج الواحد يختلفون في الرؤية فمنهم المتطرف لنهجه ومنهم الوسطي وهناك من يقبل الاخر وهناك من لا يقبل الا من يماثله وكل ذلك يجب ان يكون ضمن العقلانية واستخدام العقل دون اللجوء مهما كان الى الاساليب الاخرى ويجب ان لا يكون هناك تعامل مع الاخر الا ضمن العقل والمنطق فالاخر الذي يضر بالوطن هو الفاسد واللص والشرير وهؤلاء على الجميع الوقوف في وجههم.

ما حدث في ساحة النخيل في يوم الجمعة الحزين والذي جرنا الى تداعيات كنا بغنى عنها ودون الانجرار وراء العواطف التي كانت تبثها اذاعات ومحطات اعلامية او اناس موتورون لا تحكمهم عقول لان العقل زينة كما يقال فلو كانت عقولهم زينة لهم لاستخدموها.

من كان يتابع الاعلام المسموم قبل الحادثة لادرك ان ما وصلنا اليه كان اما ان يكون ضمن مخطط جرنا له هذا الاعلام المغرض والذي يجب ان تدرس غاياته واهدافه الذي يغطي مهنيته وواقعيته باسم الانتماء الشكلي والاغاني التي تمجد جهات على حساب الوطن وكأن الوطن مختزل في هذه الجهات.

رجال الامن الذين تم استنفارهم في ذلك اليوم كان يجب ان تكون مهمتهم حيادية وان يتمثل دورهم في منع الاحتكاك وعدم الاساءة للمشاركين وقد لاحظنا ان اعداد رجال الامن كانت تفوق من حضر الى ساحة النخيل بالضعف ولا مانع من ذلك لان الواجب يقتضي ان يكون الامن للجميع وللحفاظ على الجميع فالاحتكاك بين الامن والناس ليس هو المطلوب فالمطلوب من الامن حماية الناس من الناس ولكن نقول قد يحدث ما حدث والمفروض ان يكون عبرة ودرسا لدراسة الاسباب والمسببات لانها هي السبب فيما حدث.

واعتقد ان نهج ضبط النفس يجب ان يكون عنوان المرحلة القادمة للامن لان الامن ليس لرجاله وانما للشعب.

ما نخلص اليه ان ما حدث سببه لا هو الامن ولا الصحافة فسببه التحشيد الذي سبق الحادثة بعدة ايام وتبنته وسائل اعلام معروفة قد يكون لها اهداف غير وطنية خاصة واننا ندرك اهمية الاعلام في التأثير.

ما حدث يجب ان يكون درسا نستفيد منه وان نعمل جاهدين وبشكل خاص الحكومة والجهات الامنية بعدم جر الناس الى صراعات من جهات خبيثة تضمر الشر للجميع صحفيين ورجال امن معارضة وحكومة فكلنا للوطن والوطن لنا جميعا.