فقدت أصابعي النطق يا عمّان

فقدت أصابعي النطق يا عمّان

 

بقلم: شفيق الدويك

 

مررت، من النافذة الواسعة المطلة على شارعي مكة المكرمة و المدينة المنورة الآن، بعينيّ المتعبتين، بعد منتصف الليل، لأرى، خلسة، وقبل أن أنام الوجه الذي أتعبه الجاحدون لعمّان.

 

أدركت بأن في عينيّ عمّـــان الكثير من التعب و الكلام و العتاب و الحزن و قليل القليل من الرضا، و تحت عينيها لون قاتم لا يتشكل من فراغ.

 

فانسحبت خجلا منها، و انتابتني بعـــــــدها حالة من الحرج و الحزن و بعض من الكآبة و السقوط ، ثم لازمني شعور المذنب، مع أنه ليس لي في الواقع أيّ ذنْب من الممكن أن أدركه، حيث لم أكن في يوم من الأيام جاحدا !

 

لك الحق كل الحق يا عمّان أن تعتبي و تحزني، عتب وحزن الأم التي ربّتنا أن نكون أتقياء أنقياء، و لم تبخل على أحد منا، و التي  لم يردّ اليها من بعضهم، أكرر من بعضهم، كما ينبغي ، الجميل جميلا.

 

تحوّلتُ فجأة الى كتلة ظل في عتمة، و فقدت أصابعي النطق !