مسيرة العودة بغزة صرخة لإيقاظ الضمير العالمي

أخبار البلد - تناولت صحف بريطانية وأميركية مسيرة العودة التي انطلق بها الفلسطينيون من غزة الجمعة الماضي متجهين إلى الحدود الإسرائيلية، ووصف بعضها المسيرة بأنها صرخة استيقاظ للضمير العالمي، وبأن غزة الجريحة تصرخ من أجل الحياة، وسط صمت دولي رهيب، ووسط التحذير من أن تتسبب إسرائيل بتصعيد خطير يصعب احتواؤه.

فقد نشرت صحيفة ذي غارديان مقالا للكاتب طارق باقوني يصف فيه مسيرة غزة بأنها تمثل صرخة استيقاظ للضمير العالمي، مضيفا أن إسرائيل استخدمت العنف ضد الاحتجاج السلمي المنظم الذي نفذه الفلسطينيون في غزة، مما أدى إلى إصابة المئات ومقتل عدد آخر.

ويقول الكاتب إنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى يتجاهل التعنت الإسرائيلي، مشيرا إلى انطلاق الفلسطينيين في غزة في "مسيرة العودة العظيمة"، وذلك حيث ساروا بالآلاف وهم يهتفون مقتربين من السياج الكهربائي الإسرائيلي الذي حجز خلفه مليوني فلسطيني في القطاع منذ أكثر من عشر سنوات.

وكان الفلسطينيون يعتزمون الاعتصام هناك قرب الحدود الإسرائيلية في مدينة مبنية من خيام بشكل هزيل، وذلك بانتظار حلول الذكرى السبعين ليوم النكبة الذي يصادف في 15 مايو/أيار القادم، وذلك عندما أجبر الإسرائيليون آباء الفلسطينيين وأجدادهم على النزوح من أجل إقامة دولة إسرائيل.

كما أراد الفلسطينيون الاحتفال بذكرى يوم الأرض الذي صادف الجمعة الماضي، لكن الجنود والشرطة الإسرائيلية واجهوهم بإطلاق النار.

وقال إن مما أعطى للفلسطينيين حماسا للمشاركة في هذه المسيرة أن ذكرى النكبة السبعين تتزامن مع خطة أميركية لنقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، وذلك في 15 مايو/أيار القادم أيضا، وذلك لإضفاء الشرعية على انتهاك إسرائيل للقانون الدولي، وهو المتمثل في هذه الحالة بضمها غير الشرعي للقدس الشرقية.

في السياق نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا للكاتبة روان ياغي قالت فيه إن غزة الجريحة تصرخ من أجل الحياة.

وتتحدث الكاتبة عن كيفية مشاركتها في المسيرة برفقة العديد من الفتيات والنساء الفلسطينيات، وعن تقدمهما هي وصديقتها وتجاوزهما خط الاحتجاجات المحدد إلى أن وصلتا إلى جوار الصحفيين وسيارات الإسعاف.

وتقول إنها وعددا من الفتيات والنسوة بدأن يرددن أغنية للشاعر الفلسطيني المعروف الراحل أبو عرب التي تثير شجون الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم، مما حدا ببعض المشاركين في المسيرة إلى التجمع قرب الحلقة النسائية أثناء أداء هذه الأغنية ذات الألحان المؤثرة.

وحيث كان بعض الأطفال يرددون بالجوار بعض المقاطع التي يعرفونها من الأغنية التي تقول في مطلعها: "راجع ع بلادي عل الأرض الخضرا.. راجع ع بلادي".

وتمضي الكاتبة بوصف الحال المؤثرة التي كانت عليها النسوة وبقية المشاركين في المسيرة على مقربة من القناصة الإسرائيليين ومن أنظارهم.

من جانبها، وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الفلسطينيين في غزة بأنهم من بين أكثر الناس يأسا، مشيرة إلى الحصار الذي تفرضه عليهم إسرائيل ومصر منذ أكثر من عشرة أعوام، الأمر الذي جعلهم يعيشون في بؤس وعزلة قاتمة.

وتحدثت الصحيفة في افتتاحيتها عن تفاصيل المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، مشيرة إلى ارتفاع نسبة البطالة عن 40% في أوساطهم بشكل عام وعن 60% في الأوساط الشبابية.

وتشير إلى أن الأمم المتحدة حذرت الشهر الماضي من كارثة إنسانية وشيكة في غزة ما لم يبادر المانحون الدوليون إلى المساهمة وتوفير ما يكفي لمعالجة الأوضاع البائسة المختلفة والصحية في القطاع.

وتضيف أنه ليس من المستغرب في هذه الظروف القاسية أن تنفجر الإحباطات المكبوتة من خلال الاحتجاجات.

أما موقع ذي إنترسبت الأميركي فنشر مقالا للكاتب مهدي حسن يقول فيه إن إسرائيل تقتل الفلسطينيين بينما الليبراليون الغربيون غاضون الطرف، واصفا إنسانية هؤلاء الغربيين بأنها زائفة.

ويتساءل الكاتب: إذا كان مفهوم التدخل ينبثق من حقوق الإنسان العالمية، فلماذا لا يتدخل من يعرفون أنفسهم بأنهم ليبراليون لحماية الفلسطينيين؟

ويشير إلى إطلاق الجيش الإسرائيلي النار الجمعة الماضي على المئات من الفلسطينيين في غزة، ويقول إن القوات الإسرائيلية تواصل قتل وتشويه الفلسطينيين بينما الحكومة الإسرائيلية تضمن عدم وجود عواقب على أفعالها.