محرقة القرن


شهداء وجرحى بالجملة، وبأعداد غير مسبوقة حصيلة يوم واحد فقط من الفلسطينيين في غزة برصاص العدو الإسرائيلي، وأمريكا ترفض الإدانة وأكثر من ذلك توفر الحماية للقتلة في المؤسسات الدولية رغم علمها بعدم إصابة مجرم واحد من الجنود الصهاينة ولو بحجر، ثم أنها وبوقاحة تامة تدين المسيرة السلمية للفلسطينيين كونها خرجت في عيد يهودي وكأنها تريد منهم الاحتفال بقاتلهم وتقديم الورود له مقابل تلقي الرصاص بصدورهم.
وفي الضفة الغربية مئات الإصابات برصاص جنود الاحتلال أيضا، إضافة لاعتقالات واسعة في صفوف الفلسطينيين رغم سلطة رام الله فيها، وهي رغم ما يجري أمامها من جرائم تهز مشاعر العالم فإنه لا يهتز سوى ألسنة البعض بالكلام وليس أي فعل، وما زال عباس الذي ألقى خطابا أمس دان فيه ممارسات العدو وأكد على الدولة وعاصمتها القدس يصدق أن ذلك سيكون كفيلا بإنزال الرعب في قلوب العدو ووقف العدوان وإنهاء الاحتلال.
ما اقترفه العدو الإسرائيلي في ذكرى يوم الأرض أول من أمس وصل درجة المجزرة بالمعنى الحقيقي للوصف، إذ عمد لإطلاق النار على مسالمين فقتل منهم 16 وأصاب أكثر من 1500 آخرين بجراح وصف أكثرها بالخطيرة كونها من رصاص معدني حي وليس مطاطيا، والمشهد لا يحتاج الى توصيف كون المشاركين بالمسيرة قدروا بعشرات الألوف استهدفوا عشوائيا حيث انهالت عليهم الطلقات بلا هوادة، وواقع الحال يحاكي محرقة تفوق ما يدعونه عن محرقتهم.
معادلة الصراع مع العدو الصهيوني لم تعد نفسها التي كانت تخص العرب وهي اليوم تخص الشعب الفلسطيني وحده وإن هو يحظى بتعاطف جهات عديدة، وعليه ليس من حل أمامه سوى استخدام لغة العدو نفسها، ولطالما كان الفلسطيني قادرا على تنفيذ عمليات موجعة وينبغي الآن العودة إليها بضربه في عقر مواقعه كما حدث في العمليات البطولية التي نفذت في تل أبيب وحيفا والمستوطنات، إضافة لاستهدافه في أي مكان بالعالم لسبب أن المنظمات الدولية ليس بمقدورها حماية الفلسطينيين وينبغي ألا تكون قادرة على حماية الإسرائيليين أيضا.