هل من رسائل وراء حرب طرد الدبلوماسيين ؟ !

يصاب المتابع للشؤون العامة والسياسية خاصة بحيرة بشأن ما يدور من أحداث على الساحة الديبلوماسية بين بريطانيا وروسيا عقب محاولة اغتيال الجاسوس الروسي المقيم في بريطانيا منذ سنوات.

فلجوء الحكومة البريطانية لطرد عدد من الدبلوماسيين الروسيين والرد الروسي المقابل بطرد دبلوماسيين بريطانيين قد يكون مفهوما ومبررا وفقا للاعراف الدبلوماسية ، حيث ترى الدولة المعنية بهذا الإجراء احتجاجا واستنكارا وشجبا لسلوك الدولة الأخرى كما يعني الرد عدم إقرار الدولة المستهدفة بالمسؤولية عن سبب لجوء الدولة المبادرة بطرد الدبلوماسيين.

أما ما لا يمكن فهمه عن ماهية الرسائل الحقيقية التي تقف وراء التضامن الأمريكي والاوربي مع بريطانيا الذي تمثل بنفس السلوك باللجوء لطرد دبلوماسيين روس من حوالي عشرين دولة.

فالقارئ لسير الأحداث يخلص إلى استنتاجات منها :

أولا :أن حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة ترامب اراد توجيه رسالة للرئيس بوتين مفادها أن الحلف موحد باستراتيجيته السياسية والعسكرية للتصدي والدفاع عن امن واستقرار الدول الاعضاء امام اي فعل يستهدف الحلف من قبل أي قوة إقليمية أو دولية.

ثانيا :الضغط على روسيا لتقديم تنازلات في الملفات السياسية والاقتصادية المختلف عليها وخاصة في سوريا واوكرانيا وليبيا واليمن بشكل تراعي وتكفل المصالح الأمريكية والأوربية.

ثالثا : توجيه رساله هامة لكل انسان يتعاون مع أجهزة الدول الغربية سواء في روسيا أو من يدور في فلكها بأن حلف الناتو سيتكفل بحمايته والدفاع عنه وعن سلامته بشكل جمعي مما يساهم بتشجيع وتحفيز النجاح بتجنيد متعاونين.

رابعا : ردع روسيا وأجهزتها "على فرض أنها المسؤولة "وردع أي دولة أخرى عن التفكير بتهديد أي جاسوس ومتعاون على أرض أي دولة في حلف الناتو .

خامسا : التلويح بأن لا مانع لدى الادارة الامريكية وحلفاءها بالعودة للحرب الباردة في حال عدم التجاوب والتوافق على تقاسم النفوذ الذي حددت معالمه وفقا لتفاهمات كيري لافروف.

ما يدور بين القوى العظمى لا بد وأن يلقي بظلاله وتداعياته على المنطقة العربية عامة والقضية الفلسطينية خاصة مما يتطلب من القيادات العربية على المستويين القطري والجمعي أن تولي ذلك جل اهنمامها حفاظا على مصالحها وأمنها واستقرارها.

فالتداعيات ستمس الجميع إما بشكل مباشر أو غير مباشر مما يتطلب الحذر وعدم الانسياق وراء الكلام والوعود المعسولة. ....