الروح تحتاج روح ترد فيها الروح

الروح محتاجه روح ترد فيها الروح
بقلم " هبة احمد الحجاج
" الدنيا أولها بكاء وأوسطها عناء واخرها فناء"
من منا لم يمر في لحظةِ ضعف ؟!، من منا لم يشعر أنه لا حاجة له في هذا العالم ! من منا لم يشعر أن هذا العالم
بقاراته ومحيطاته وبحاره وجميع تضاريسه أصبح لا يتسع له ، وكل ذلك من الروح ، روحك هي التي تجعلك تشعر أن بيتك المكون من حجرة واحدة أنك تملك العالم بأسره وروحك أيضا هي التي تجعلك تشعر أن بيتك أصبح لا يتسعك حتى لو كان قصراً .
الدنيا ، دار أوجاع دار السقام والهموم والأحزان ، نحن أتينا إلى هذه الحياة ونحن لا نعلم عنها شيئا قط ومع ذلك أتينا إليها باكين ، وسنخرج منها بنزعات سكرات الموت ،فماذا ترجو من هذهِ الحياة دخلنا عليها ونحن نبكي وسنخرج منها وننحن ننازع سكرة الموت ، أتحتاج منا أن نضيق ونتكدر ، وتكون وجوهنا ممزوجة بلآلم والحسرة والضيق مع أننا مقبلين في العمر .
عندما نتجول في الشوراع أو نجلس في المقاهي أو نكون جالسين في مركباتنا ، نرى جميع فئات المجتمع نرى الطفل الذي يبكي من أجل الفطام ونرى الطفل الذي يذهب إلى المدرسة وجهه غاضب والسبب أنه إستيقظ في الصباح الباكر حتى يذهب ويتعلم وناهيك عن الطالب الجامعي الذي يركض في الشوراع حتى يلحق السرفيس أو الباص وهو كأنه يقول في نفسه "إلى متى هذا الحال أريد أن أتخرج " ولن ننسى المتخرج الذي دائما يحمل أوراقه
وشهاداته ويطرق أبواب الشركات والمؤسسات لعل وعسى أن يفتح له باب " الوظيفة " وقد يكون المتخرج العاطل عن العمل يحسد الموظف على وظيفته ويظن انه ملك الكون والعالم بأسره ولكنه لا يعلم أنه يحلم " بالطفل " ولكنه في نفس الوقت هنالك آباء لم يرون أبنائهم من سنين وكأنهم لما ينجبوا أبناء، هذه هي الحياة وتستمر عجلتها وعلى قول المثل " كلاً يبكي على ليلاه "
أنت خلقت لتكابد تعب ومشاق الدنيا ، أنت عندما اتيت الى الدنيا أنت دخلت في معتركها فكن على قدر المسؤولية ولا تضعف ، كلنا نضعف ومن منا لا يضعف ولكن فقط أمام رب العالمين أظهر ضعفك وألمك وكسرك أمامه هو الوحيد الذي يستطيع أن ييسر أمرك ويفك همك في رمشة عين ، قال تعالى إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }
قد تقول في نفسك أيعقل أن لا أفضفض وأشكي وأفضفض همومي إلى الآخرين ، ولكن ألا تعلم أن الكل يسمع شكواك ولكن لا أحد يستطيع أن يعطيك الدواء،
وأعلم آيها القارىء /ه إن الناس هي من تسبب الصراع النفسي ، يقولون عن الغني أنه بخيل وعن الفقير لايوجد له قيمة وعن الفتاة تأخرت عن زواج يوجد فيها عيب والشاب الذي لا يجد وظيفة يأخد مصروف من أبيه ليس برجل
الناس لم يجدوا عيبا في الذهب، فقالوا أن بريقه يتعب العيون !، فلا تبالي بما يقال عنك ، دع الناس تتكلم فتكلموا على الأفضل منك
قال موسى عليه السلام يناجي ربّه : رب نجني من ألسنة الناس . قال : يا موسى ! أنت تطلب شيئاً لم أصنعه لنفسي ؟!
والفائدة من ذلك أن لا يكون نقد الحساد وطعن المغرضين سببا في فتور المسلم عن نجاحه وتقدمه ، ولا سببا في حبوط همته وضعف عزيمته ، وليتذكر دائما أن الله عز وجل ، والملائكة ، والرسل والأنبياء لم يسلموا من الشتم والأذى .
فمضي بقدر الله ولا تبالي بكلام الناس .
وردد دائما "لَيْتَ الّذي بَيْني وَبَيْنَ رب العالمين عَامِرٌ
و بَينَي وبَينَ العَالَمِينَ خرابُ"