لهذه الحقيقة المرة أراد المعلمون نقابتهم يا معالي الوزير
في حقيقة الأمر لم يكن المعلمون في هذا الوطن يظهرون إستغرابهم من موقف وزارة التربية والتعليم ممثلة بمعالي وزيرنا الأكرم الدكتور تيسير النعيمي من قانون نقابة المعلمين المسخ الذي أخرجه لنا الأعزاء في ديوان الرأي والتشريع ليصبح الأن بين يدي مجلس الأمة الذي ذاع صيته منذ زمن طويل بأنه ينفذ ما يريد وفق الأوامر التي تملى عليه .
نحن على علم تام بان الحكومة كانت مكرهة للقبول بإحياء نقابة المعلمين التي أجهضتها منذ عقود ، لأنها لا ترغب بان يصبح المعلم فاعلا وصاحب دور مؤثر على صعيد العمل الإجتماعي والسياسي ، لفكرة تدور في عقول المتمترسين خلف المكاتب المورثة تقول بأن المعلم لو نطق لأهلكنا وأصبح مصدر تشويش على كل ما نعمل ، لان الأحزاب تكفينا للمواجهة وبالكاد نستطيع تحجيم الأحزاب التي نتمنى ان تدار على أهوائنا ورغباتنا فقط .
ولهذا الأمر أصر المعلمون على إحياء نقابتهم بشتى الوسائل الحضارية التي استخدموها في حراكهم الذي بدأ منذ العام والنصف ، لأنهم يدركون جيدا بان وزارتهم العتيدة لن تقف الى جانبهم أبدا في أي موقف يستدعي منها التدخل ، فهي مجرد مبنى يصدر الأوراق المطبوعة فقط ، والتي لا تعد سوى رماد يتطاير لا ينفذ منه الا ما كان به ظلما وسحقا لحق المعلم في الميدان ، وها هم المعلمون اليوم يرون وزيرهم في خضم مناقشة قانون نقابتهم يقف بشكل متحيز الى النواب المتأمرين على القانون بهدف تمرير قانون الحكومة التي فصلته وفق أجندة العمل الذي إعتادت على معاملة المعلم به منذ زمن .
وبناءا عليه فإننا نخاطب كمعلمين وزيرنا بأن يكون في هذه المرحلة على الأقل في صف المعلم لا ندا وخصما له ، لأننا هرمنا من هذه الطريقة المستفزة من النظرة الدونية للمعلم ، وأنا هنا أخاطب الوزير بإسم المعلمين لا من باب الإستجداء بل بمنطق القوة ، التي أظهرها المعلم في سبيل إحياء نقابته ، وهو الأن لن يقبل أن يكون صامتا أبكما لا يعبر عن رأيه كما أنت تشاءون ، فقد ولى ذاك الزمن الذي كان المعلم فيه بنظركم يصنف في خانة العبيد الذي ينفذ ولا يناقش ويظلم ولا يجد له من ينصفه ، لقد ان الأوان يا معالي النعيمي بان تغير تلك الوجوه في وزارتك العتيدة التي كانت جزءا في المؤامرة على المعلم الأردني ومارست دورها التهميشي بأبدع صوره للمعلم ، مع أنني أشك بأنك ستمتلك الجرأة لعمل هذه الخطوة ، فالواسطة والمتنفذين في وزارتك لهم القول والفصل وانت مجرد منفذ للأوامر كغيرك من الوزارء السابقين .
أحدثك يا معالي الوزير أنت و من هم في نظر الحكومة يحملون اسم نواب الأمة ، ان تتقوا الله في المعلمين وأن لا تتآمروا على قانون النقابة التي جد المعلمون لإحياءها بأبهى صورة لتخرج على الملأ نقابة قوية بعملها ودورها القيادي في مسيرة التعليم في بلدنا الذي أهلكتموه وسحقتموه دون أي وجه رحمة على هذه الأجيال التي كنتم جزءا من تدمير بعضها .
ثوابتنا معروفة في قانون نقابتنا وأولها الإلزامية في العضوية رديفاً لشهادة مزاولة المهنة ، و هذه النقطة بالذات تريدون إزاحتها بشتى وسائلكم المعروفة من تلك اللجان المصطنعة التي أنشأتها الأجهزة الأمنية المعروفة التي تأمرت على المعلم منذ تلك اللحظة التي ذكر بها اسم النقابة وفكر بعودتها للحياة من جديد ، وعليكم ان تعلموا جديا بأن للمعلم الحق بالمطالبة برفع أجره بالطرق التي كفلها له الدستور ولن يتنازل عن حقه بها ، ولن تقمعوا حقه بممارسة العمل الحزبي أبداُ لأن فيه مخالفة صريحة للدستور الأردني الذي كفل حرية الرأي للمواطنين ، وما حديثكم عن هذه النقطة تحديدا الا دليلا قاطعا على الديمقراطية الكاذبة التي نعيشها في الأردن منذ كذبة عام 89 وما سمي بعودة الحياة السياسية ، بل هي طريقة جديدة لكشف الأوراق والضحية للإنقضاض عليه بالطرق الملتوية و أبدعتم في هذه تحديدا وهمشتم الأحزاب بطرق متعددة ، وحجمتم العباد من الانضمام اليها .
في الخاتمة أقول لوزيرنا ولحكومتنا الموقرة المجيدة بان الصواب أمامكم بأن يصادق قانون نقابة المعلمين قريبا كما أراد المعلمون وليس كما أرادت الوجوه في السراديب ، وأفهموا كما شئتم بأننا لم ولن نقبل أن يستهان بالمعلم الأردني بعد اليوم ، وأصنعوا ما شئتم من تدمير مواد القانون لأنها لن تقدم ولن تؤخر ولن تمر علينا لأننا لسنا سذج ونساق كما الدواب في الأرض لحظة نبشها .