من اجل الاردن ...و ليس دفاعا عن الاسلاميين بقلم : المهندسة رنا الحجايا
إن فتنة ساحة النخيل تكاد تعصف بكل الافكار... و تجعل البلد نصفين.. احدهم وجد نفسه منطويا تحت مسمى الاسلاميين.. بما فيهم من رفض السياسة الحالية التي تتبعها بعض قياداتهم و لم يخفوا استنكارهم لاسلوب الفتاوي المغرضة و النهج التصعيدي ...و الاخر وجد نفسه مشحونا بالغضب تنيجة الاستفزازات التي يطلقها المندسون تحت عباءات مختلفة ....وهذان تياران يصفق لهم كل من يسعى لاشعال نار الفتنة في الوطن ....وانني شاهدت بعض التعليقات على صفحات بعض الاسلاميين من قبل بعض مؤيديهم تشتم و تقلل من هيبة الامن العام و التقطت حتى عبارات ملاى بالتحريض و السفاهه بدل ان يعبروا عن افكارهم بروح الاسلام و منطقه العذب الراقي ....كما يجب ان يكون الاسلاميون وصفا وواقعا ..!!و ارغب ان نميز بين الفكر الاخواني الذي ظلت الدوله الاردنية تحترمه .....والشعب الاردني ايضا يحترمه بنفس الدرجة ...وكيف و قد كانت الاردن الملجأ الامن لكل من هرب من الاخوان من اضطهاد مصر و سوريا و لا ازال اذكر احد أئمة مسجدنا و هو ازهري من الاخوان كان لاجئا من بطش الحكومه المصرية .... و تضعه في خانة بعيده عن أي من التيارات السياسية التي انطلقت من مختلف الاتجاهات.... و كلنا يعلم بان الاخوان في الاردن جمعيه و ليس حزب مما سمح لهم بالتواجد على الساحة الاردنية و ممارسة نشاطاتهم ...وافكار البنا الاصلاحية معروفة... ودفعه المستمر ضد الفتنة و ادواتها و ايمانه بالعمل المؤسسي المنطلق من ثوابت الدين الاسلامي السميحة و التي تلتقي مع الديانه المسيحية بالتسامح و العطاء و الفضيله .....ويقوم منهجه الإصلاحي على التربية، والتدرج في إحداث التغيير المنشود.
واشعر اننا بحاجة الى ان نتذكر هذه المبادئ فكلنا صفقنا لصعود الاسلاميين في تركيا و الذين غيروا من نظرة العالم للاسلام و انفتحوا على السياسة الخارجية بشجاعة و رجوله ولم يختبؤا خلف صفحات المعارضة و باسم المعارضة دون ان يقاوموا و يعملوا في مجتمعهم من اجل الاصلاح و ليس من اجل الفوضى الخلاقة ....
و الاسلاميون في الاردن قدموا اضافه مهمة للعمل الاجتماعي و السياسي...عندما لم يتبعوا الا حسهم الوطني ... و ابرز المعارضين هم من الاسلاميين و الذين اعرف بعضهم عن قرب ...و لي الشرف و لا اقول ذلك مجاملة و لكن تقديرا لتعب السنوات و نضالها ...ولكن الان ظهرت قيادات في هذة الحركه الوطنية المهمة سعيها واضح نحو فتح ساحة نضال سياسي على الطريقة الحمساوية ...الايرانية ..و التي تستفز أي اردني مخلص ....واي منتمي الى هذا التيار.. ويدرك ان هذة السياسة الحمساوية ستبدأ في رسم استراتيجيات تصعد و تزيد من خلالها الاحتقان الشعبي وسبق ان تم اتباع هذا النهج وسط اعتراض الكثيرين و عادت اليه هذة الحركة من جديد من خلال نفس الشخصيات المحسوبه على اسلاميي الاردن و حماسيي مشعل في نفس الوقت !!!!.
على ابناء التيار الاسلامي ان يقودواا تصحيحا سياسيا لقياداتهم .....والتي اتخذت من الفساد قميص عثمان ...ومن الازمة الاقتصادية و فشل الحكومه حطبا لفتنتهم .....و نحن كلنا نعارض الحكومه اذا اخطأت ....و كتبنا و نكتب بوضوح عن عجز هذة الحكومه بالرغم من جهودها المشتته للاصلاح ...و ندرك ان بعض من يوجهونها يعتقدون ان الامن العام هو الدعسة الفجائية ...او يسعوا الى ان يكون كذلك ....
والاردن اليوم بحاجه الى العقلاء... الرجال الرجال ...الصادقين ليرفعوا بعضا من هذة الفتن و ليصححوا مسيرة بدأت في التراجع و ليس ليمرروا اجندة باتت مكشوفه و مفضوحه ....فلسنا ضد التيار الاسلامي و لا نسمح بان يكون مطية لمن يرغب في الاختباء وراء فشله ...ولكن على رموز التيار الاسلامي ان يعترفوا بهذا التشتت الواضح و بابتعاد نهج منظريهم الحاليين عن الدرب الصحيح ...ولكن ساكرر قصة سمعتها عن الصحابي ابي الدرداء وقد مر برجل قد اصاب ذنبا و الناس يسبونه فنهاهم وقال ...لو وجدتموه في حفرة الم تكونوا مخرجيه منها ؟ قالوا بلى قال :فلا تسبوه اذن واحمدوا الله الذي عافاكم ..قالوا الا تبغضة ؟ قال انما ابغض عمله فاذا تركه فانما هو اخي ....!!!
المهندسة رنا خلف الحجايا