نظام الانتخاب بالقائمة النسبية هل يلائم الاردن فعلا

 

المحامي د غازي الذنيبات  - تختلف الانظمة الانتخابية المطبقة في العالم من دولة الى اخرى، تبعا لاختلاف التركيب الاجتماعي والديموغرافي لهذه الدولة او تلك ،فهناك نظام الانتخاب بالقائمة ، ونظام الانتخاب الفردي، والنظام المختلط.
ما نود الحديث عنه هنا وبمناسبة ورود هذا النظام في مشروع قانون الانتخاب الاردني هو نظام الانتخاب بالقائمة، وهذا النظام الانتخابي تطبقه السلطات الاسرائيلية على نحو صارم ، حيث تخوض الانتخابات القوائم الحزبية فقط متفرقة او متآلفة فيما بينها ،ويعطى لكل قائمة حزبية رمزا معينا، وعندما يدخل الناخب الى صندوق الاقتراع يضع رمز القائمة التي يريد على ورقة الاقتراع وبهذا الرمز يكون الناخب قد اعطى ثقته للحزب ومرشحيه  في كل انحاء الدولة، وعند فرز الاصوات تحتسب عدد الاصوات التي حصلت عليها كل قائمة حزبية، ثم تستبعد القوائم التي لم تتجاوز عتبة الفوز وهي على الاغلب نسبة 5% من اعداد المقترعين كما تستبعد الاصوات التي حصلت عليها القوائم الفاشلة من حسبة المقاعد، بعد ذلك تحصل كل قائمة حزبية على نسبة من المقاعد تساوي نسبة ما حصلت عليه من اصوات قياسا بالاصوات التي حصلت عليها القوائم الفائزة الاخرى.
    وفي نظام الانتخاب بالقائمة الاحزاب هي التي تحدد من يفوز من مرشحيها وتسلسلهم وترتيبهم ،رغم ان الاحزاب قد تعلن قوائمها قبل الانتخاب لاغراض دعائية، وفي حال شغر احد مقاعد البرلمان فان القائمة الحزبية هي من يقوم بملء المقعد الشاغر دون الحاجة لاجراء انتخابات تكميلية.
قد يكون هذا النظام هو الاكثر عدالة بين الانظمة الاخرى حيث يتساوى الناخبون والمرشحون في كل شيء ، الا ان هذا النظام لا يمكن تطبيقه في كثير من دول العالم للاسباب التالية:
1. يحتاج تطبيق هذا النظام الى تجانس سكاني كامل وهو يصلح في الدول ذات الخليط السكاني المتجانس عندما يكون جل الناخبين من المهاجرين مثل الشعب الاسرائيلي او الامريكي.
2. لا يمكن تطبيق اية كوتات دينية او عرقية او جهوية ،او حتى للمراة في ظل هذا النظام.
3. تطبيق هذا النظام لا يمكن الامنفردا ولا يجوز المزج بينه وبين الانتخاب الفردي داخل القائمة كما جاء في مشروع قانون الانتخاب الاردني.
4. يحتاج تطبيق هذا النظام الى ثقافة ووعي فكري، وانصهار جماهيري حزبي تفتقر اليه الساحة السياسية الاردنية.
5. يستحيل تطبيق هذا النظام الانتخابي في ظل تركيبة سكانية عشائرية او مناطقية او جهوية ،او دينية  لان من شان ذلك تذكية النعرات العنصرية البغيضة واثارة الفتن والبغضاء والانتقام بين مكونات الشعب غير المتآلفة.