لم يعد السكوت مقبولا: فراس عوده حجازين

   لم يعد السكوت مقبولا

 

لقد وصلنا الى مرحلة لم يعد السكوت ممكنا ولا الصبر يحتمل ولم يعد السكوت من ذهب ولا يجوز ان نبقى على هذه الحالة الاغلبية الصامته يجب ان تتحرك وترفع صوتها وتسمعه للعالم اجمع ولا يجب ان تبقى فئه قليلة تستعمر الشارع   وتتبرطع به لوحدها وتتحدث باسم الشعب كله وكأنها تحمل توكيلا رسميا من كاتب العدل ان تمثل الشعب وترفع الشعار الممل (الشعب يريد) لا يا سيدي عليك ان تقول واحد بالمئه لا بل اقل من الشعب يريد ارجوك ان لا تتحدث باسمي نهائيا فأنا لم اوكلك للحديث عني ولست ابكما ولا اهبل او مجنون حتى تقولني بما لا احب ان اقول .

لا يجوز لاي كان ان يزايد علينا وان يحتكر الحراك ويستثمره لصالحه وان يركب الموجه لاستعادة مجد غائب او هيبة مفقوده فلا يوجد انسان اردني واحد  يقف مع الفساد او ضد الاصلاح فجميعنا نطالب بمكافحة الفساد والقاء المفسدين مهما علت مراتبهم في السجون واعادة جميع الاموال التي نهبت الى الخزينه العامه وجميعنا وهنا اريد التأكيد على كلمة جميعنا نريد ونطالب بالاصلاح ابتدأ من راس الدوله الى اصغر مواطن سواء أكان اصلاحا سياسيا ام اجتماعيا فهذا مبادىء متفق عليها من جميع ابناء الشعب الاردني من كافة منابتهم واصولهم.

ما حصل بالايام القليله الماضية يؤشر وبوضوح ان هناك فئة قليلة لا تمثل الا نفسها تريد جرنا الى ما لا نرغب ونتمنى فهي لا تريد الاصلاح اطلاقا لان من يريد الاصلاح ويطالب به وهمه الوطن لا يخرج الينا بهذه الصوره وهذا التجييش الاعمى الذي سبق موعد الاعتصام بايام ولكن اهدافها الخبيثه باتت معروفه ومكشوفه للجميع وتشعر للوهله الاولى ان الموضوع قد خطط له وبشكل جيد ان يحدث بالصوره التي حصلت وان يدفع بالامور الى التصادم مع قوات الامن ليظهر بالصوره والمشهد الذي رأينا  ويعطي الانطباع ان الاردن غير مستقر ويكمم الافواه ويتعامل بالعنف مع الناس متناسين ما حصل خلال الاشهر الماضية  حيث كان المشهد حضاريا بامتياز فهناك البعض لم يعجبه هذاالوضع فأراد ان يخترع مشهدا اخر قاتما سوداويا كسواد قلوبهم والمتابع للاحداث ما بعد  الاعتصام وخاصة تقرير ذلك المراسل التلفزيوني الذي يعمل في تلك المحطه الفضائية لانني لا احب ذكر تلك الاسماء  و التي لا يروقها ابدا ان يبقى الاردن على هذا الوضع من الهدوؤ والسكينه   وما سمعناه من كذب وتدليس وبالصورة التي خرج بها وكيف احاط نفسه بمجموعة من الشباب وهو يمارس البكاء والعويل كعادته متهما قوات الامن بضربه لتجد ان الموضوع تم كما خطط له بالضبط دون زيادة او نقصان.

لا يجوز لاحد ان يمارس سياسة الكيل بمكيالين وخاصة نقابة الصحفيين ومركز حرية وحماية الصحفيين ولجنة الحريات في النقابة   واود ان اعود بالذاكره ما قام به  المدعو معاذ الخوالده عندما قام برمي ميكريفون التلفزيون الاردني على الارض وطرد فريق التلفزيون من قاعة مجمع النقابات المهنية  تحت تصفيق الحضور الا يعد ذلك هجوما على حرية الصحافه واعتداء صارخ على كرامة الصحفيين وتكميم الافواه لماذا لم  يقوم الصحفيين بالاعتصام امام النقابة مطالبين برد الاعتبار لزملائهم ولماذا لم يقوم مركز حرية الصحفيين برفع دعوى قضائية على هذا الشخص سيء الذكر ولماذا لم نسمع بيان استنكار او شجب من لجنة الحريات العامه ولماذا لم يخرج نقيب الصحفيين ببيان قوي لادانة الحادث حتى بعض الكتاب المتباكين على حرية الصحافه حاليا لم نسمع منهم شيء والتزموا الصمت الا يعتبر طرد فريق التلفزيون اعتدا على حرية الصحافه ام فقط كون اسمه التلفزيون الاردني وتخيلوا معي ان هذا الامر حدث مع ذلك المراسل لتلك القناة الفضائية ماذا ستكون ردة فعل جميع هؤلاء.

على الجميع ان يتحلى بالمسؤولية الوطنية الصادقه وان يضع مصلحة الوطن وامنه واستقراره نصب عينيه لاننا جميعا على نفس المركب واقول لهذه الفئه القليله التي تمارس دور الوصي والناطق الرسمي باسم الشعب اتقوا الله في وطنكم وكفاكم لعبا بالنار وحذار الاقتراب من الثوابت الوطنية التي تربينا عليها وعاشت فينا لان الاقتراب منها كمن ينزع مسمار الامان من القنبله واقول لمن يحشد ويشجع ويجيش النفوس انت مكشوفون امام الناس بافكاركم واعمالكم التي لا تخدم سوى العدو الذي يتربص بهذا الوطن للانقضاض عليه لتمرير مخططاتهم التي رسموها بدقة وعناية .

حفظ الله الاردن قويا عزيزا امنا مطمئنا وحفظ لنا قيادتنا الحكيمه راس مالنا وعنوان استقرارنا