** حداً أعلى للأجور **

 نظراً لتسارع التغيير في الأوضاع الإقتصادية والمعيشية في العالم عموماً وفي الوطن العربي خصوصاً والتي أصبحت رياحها تهب على جميع الدول العربية نتيجة لحلول الربيع العربي ولان النتائج أثبتت أن الغالبية العظمى والصامتة من الشعوب العربية والتي تتجاوز التسعين بالمئة والتي يقع على كاهلها العبء الأكبر في إعالة ما تبقّى من مصاصي دماء الشعوب العربية والتي أصابتها التخمة من كثرة ما تم الإستيلاء عليه وتحويله لممتلكات خاصة من مقدرات الوطن العربي وفي جميع الدول العربية . مما بدا واضحاً أمام أعين العالم أجمع بان ما يجري عبارة عن مسلسل واحد يمثل الواقع الحقيقي في جميع الدول العربية ، إلا أن أدوار البطولة للممثلين هي التي تتغير نتيجة تغيير الأشخاص الذين أصبحوا يمتلكون هذه المزارع البشرية والتي وجدت لخدمتهم وتقدبم ما لا يكفيهم من رفاهة العيش وبلا حدود . فمثلاً نجد أن معظم الدول العربية تضع حداً أدنى للأجور بما لا يصل الى أدنى المستويات من العيش الكريم وتترك للمتنفذين سقفاً عنانه السماء وبدون تحديد للحد الأعلى للأجور عدا عن الإمتيازات الأخرى وما يتمتعون به من بركة الأيدي والتي لا يمكن حصرها ، مما كان سبباً في تلاشي الطبقات الوسطى من المجتمعات العربية والتي إبتلعتها الطبقة المتنفذة واللئيمة . مما سبق ونظراً للظروف الراهنة والملحة بات من الضروري أن تحكُم الشعوب نفسها من خلال أنظمة ديموقراطية تكون صلاحياتها محدودة ومقتصرة على ما يجب أن تتمتع به من صلاحيات للحفاظ على حقوق الشعوب من خلال إيجاد حكومات تتمتع بإرادة الشعوب لتقوم بتسيير شؤون الوطن وشعبه وبدون التدخل بصلاحياتها التي وجدت لأجلها وأهمها ألقيام بحماية ثروات الوطن وحماية الغالبية العظمى من الشعوب العربية المسحوقة وذلك برفع الحد الأدنى للأجور وضرورة القيام بوضع حدٍ أعلى للأجور وفي جميع القطاعات ، فليس من المعقول والمقبول أن يكون الحد الأدنى للأجور في الأردن ( 150 ) دينار ولا يوجد سقف للحد الأعلى للأجور ، لم لا يتم مثلاً تحديد عشرة أضعاف أو حتى عشرون ضعفاً للحد الأدنى للأجور وإعتبارها حداً أعلى للأجور وإلغاء جميع الإمتيازات الأُخرى وذلك ضمن قانون رسمي ،علماً بأن الغالبية من الشعوب العربية والعاملين فيها من المواطنين العاديين والذين لا يتمتعون بأي إمتيازات ، أما علِيّة القوم من مصاصي دماء الأوطان والشعوب فلهم ما تنوء بتقديرة العصبة أولي القدرة من أولي العلم على التقدير . إلى متى سيبقى الفقير فقيراً وصاحب النفوذ ليس لطموحه في الغنى حدود حتى أصبح المتنفذون كالنار لا يمكن إشباعها بل على العكس تماماً كلما وضع فيها وقود جديد زادت شراهة وأذى . نسمع الكثير من الكلام عن الإصلاح وعلى كافة المستويات ولكننا لا نلمس أي نتيجة إيجابية على أرض الواقع فإلى متى ستبقى الغالبية العظمى والصامته تخدم وتعيل المفسدين من أصحاب النفوذ والقرار والذين يتمتعون بالدعم من قبل أعلى المستويات في السِرِ والعَلَن ، ولماذا وعلى حساب مَن يتمتعون بذلك الدعم اللامحدود . حمى الله وطننا العربي عموماً والأردن خصوصاً وأكرم المظلومين من أهلها بعدالة من عنده إنه نعم المولى ونعم المجيب . ** فاخر الضرغام الحياصات **