حكاية السم الذي شل الجاسوس البريطاني وسمم العلاقة بين روسيا وبريطانيا

أخبار البلد - يثير҄ تصاعد نبرة العداء بين روسيا وبريطانيا، فضول المتابع҆ الذين يتساءلون عن طبيعة السم الذي أستخدم ضد الجاسوس الروسي، سيرغي سكريبال وتسبب في إنهيار العلاقة ب҆ البلدين على نحو يعيد إلى الأذهان حقبة الحرب الباردة.

ويلاحظ محللون سياسيون أن الوسيلة المستخدمة في التخلص من سكريبال هي التي أثارت حفيظة بريطانيا والغرب عموًما، مش҄ين إلى أن التاريخ يحفل بإغتيالات مماثلة لها علاقة بالأمن والجاسوسية، لكن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها غاز سام على هذه الدرجة من الخطورة.

وبحسب مختص҆، فإن السم الذي استخدم في محاولة إغتيال سكريبال، هو نوع من السموم التي تؤثر في الجهاز العصبي، ولا يوجد في مكان آخر في العالم غير روسيا، الأمر الذي جعل بريطانيا مقتنعة بتورط موسكو.

ويصف مختصون هذا السم، الذي يطلق عليه إسم "نوفيتشوك" (الوافد الجديد) بأنه "أخطر سلاح أنتجته البشرية بعد السلاح النووي".

وأسهم العالم الروسي فيل ميرزاياف في التوصل إلى هذه "التركيبة القاتلة"، وهو يعيش حاليًا في الولايات المتحدة بعدما تمكن الفرار إليها مطلع تسعينيات القرن الماضي إثر إتهامات وجهت له، آنذاك، بإفشاء أسرار الدولة، قادته إلى السجن.

وترأس هذا العالم مركز محاربة التجسس العلمي التابع لمعهد الدولة للأبحاث العلمية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي خلال الحقبة السوفيتية، وهو يوضح بأن "هذا السم دخل مرحلة الإنتاج في ثمانينيات القرن الماضي وبقي برنامج إنتاجه سريًا".

وعلق العالم الروسي على تداعيات قضية سكريبال: "عندما كنا نطور هذه الأسلحة كان الهدف منها حماية بلادنا من الأعداء، لا أنا ولا أي من العلماء الذين عملوا في إنتاج هذا السم وإجراء التجارب عليه كان يتوقع أن يتم إستعماله لأغراض إرهابية، إنه سلاح دمار شامل".

وتم تطوير هذا السم خلال عقدين من الزمن في منشأة قريبة من العاصمة موسكو، وكان يعمل في برنامج إنتاجه نحو ألف شخص في منتهى السرية، وكانت تجرى التجارب على الحيوانات وبعد ذلك كانت تدرس مواصفاته وخصائصه.

ويشرح العالم، فيقول: "إنه يشل الضحية، ويتسبب بالاضطرابات الجسدية وبصعوبة في التنفس وبعدها يموت الضحية، إن الأمر أشبه بالتعذيب الشديد، حتى لو كانت الجرعة صغيرة فان الألم يستمر مدة أسابيع، لا҅كن تصور الفظائع التي يتسبب بها هذا السم".

وإعتذر العالم عن دوره في إنتاج مثل هذا السم، معربًا عن إعتقاده أن "أمام سكريبال وإبنته طريقا طويلا للشفاء، فالتعرض لهذا السم ستكون له عواقب مدى الحياة".

وعثر على الجاسوس الروسي سكريبال، الذي عمل لصالح بريطانيا، وإبنته يوليا، فاقدي الوعي خارج مركز تجاري في مدينة سالزبري بجنوب بريطانيا، يوم الرابع من مارس الجاري، ونقلا إلى المستشفى حيث يرقدان في حالة حرجة منذ ذلك الحين".

ونوفيتشوك أقوى بعشر مرات من غاز الأعصاب "في اكس" الذي استخدم في قتل الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية في ماليزيا والأضرار التي يتسبب بها هذا السم لجسم الانسان غير قابلة للإصلاح حسب قوله.