عمر شاهين يكتب : عندما يقبل منصور مراد طلقة السورين ويهاجم ديمقراطية الأردنيين
يوم أمس أرسل النائب السابق منصور سيف الدين مراد رسالة إلى جلالة الملك بعنوان : ( الأردن يتجه إلى الانتحار السياسي ) وطبعا لا جديد بها، ك ولا اعرف مالذي أراد منه المعارض اليساري مراد تقديمه عبر كلام معاد ومحفوظ وكتب مئات المرات. وعندما قرأت العنوان بأنه رسالة إلى الملك وشاهدت كثيرا من المواقع تتناقل المقال فظننت انه يحوي معلومات خاصة وجديدة، ولكن كالعادة، ما هو معروف ومكرر. وهذا أصابني بصدمة تؤكد لي أن شابا جامعي أصبح يملك أكثر مما تعرفه القيادات السياسية، إلا أن الأخيرة تتفوق بإتقان الخطب.
الأمر ليس هنا فحق التعبير محفوظ لأي مواطن، ولكن نفس هذا مراد كان قبل أسبوعين يدافع عن النظام السوري ويصدر بيانا مشتركا يهاجم فيه ثورة الشعب السوري، ويدافع عن قيادته، وهو النظام الذي اعتبر نفسه منذ أربعين عاما وصيا على الشعب السوري بأصعب ما يمكن أن يصدر من الحكم الشمولي الذي يتجلى من الداخل بحكم أجهزة أمنية قمعية جدا .وسبق ذبك موقف لمراد ساند به القذافي الذي كان يقتل شعبه بالطائرات
وسبق مراد فؤاد دبور الأمين العام لحزب البعث، والذي وقف أمام رئاسة الوزراء يوم 16 / يتحدث عن الديمقراطية والإصلاح في الأردن وهو الذي يكثر الظهور للدفاع عن النظام السوري، وهو كمراد يعتبر حرية الشعب السوري جريمة أما لمثليهما فيجب ان يحصلا على كل ما يردان من اعتصامات مفتوحة ومغلقة ومسيرات في الاردن، ولكن إن طالب سوري في هذا فجيب قتله وزجه بسجون البعث السورية.
لا يمكن مقارنة الأردن بتاريخه السياسي مع ما يفعله النظام السوري في شعبه ليس منذ بداية هذا العام بل منذ عقود، وحتى في الأشهر الأخيرة فلم يقتل احد في الاردن وذلك عبر الاف المسيرات ، سوى شخص توفي بنوبة قلبية، ولم يسجن سوى عدد قليل من بعد أحداث الزرقاء والسلفية الجهادية، بينما يقتل العشرات في كل مسيرة بسوريا، ومع ذلك يعتبر أمثال مراد ودبور أن الأردن ينتحر سياسيا ، بينما النظام السوري بألف خير .
رسالة منصور جيدة ككلام ولكن موقفه السياسي المتناقض مرفوض، وبصراحة بعض الشخصيات السياسية مصابون في العمى والطرش السياسي فما يطالبون به يحاربه الملك نفسه وذكر هذا في جميع خطاباته واخص آفة الأردن الأولى وهي الفساد. وكذلك صعوبات النقص الاقتصادي وتشجيع الاستثمار، ولو راجع مراد الخطاب الأخير لجلالة الملك لسمع أفضل بألف مرة مما كتبه.
لو سمع مراد أطروحات الملك الاقتصادية في دافوس وغيرها، لعرف ان النظرية موجودة، وكثيرا من المشاريع التي وضعها الملك كانت في غاية الأهمية ولكن الفساد الذي أتلفها مثل مشاريع موارد والخصخصة وسكن كريم جاء من مسؤولين أردنيين من نفس الشعب، وليس من الحزب الحاكم مثل سوريا.
مراد ودبور لا يتحدثان مثلا عن الفساد لدى النظام السوري، ومثلهم ممن يشهرون في الأردن ونظامه في كل خطبة، ولا يذكرون خصخخة أقارب بشار الأسد لكبرى شركات سورية، ويكفي ان نكرر ماهر مخلوق الملياردير الصغير .
هذا المشهد موجود بشكل واسع لدى المعارضة الأردنية فالإسلاميون يمتدحون ايران وبأنها عدوى لأمريكا وصديقة لنا وينسون مذابح حلفائهم في العراق لأبناء السنة، وكذلك تنكيل الجمهورية الايرانية في كل من يعارضها وخاصة منطقة الاحواز . ومع ذلك كان الإخوان المسلمين يتغزلون ليلا نهارا في النظام الإيراني القمعي بينما يقفون لدركي على "النقرة"
في الأردن يوجد فساد وهناك أخطاء في 24 آذار و 15 تموز وضرب لمواطنين معتصمين سلميين، نرفضه ونشجبه، ولكن عندما يقف المعارض الأردني ليصف الأردن كأنها جهنم، وتنكر سنوات الرفاه السياسي ، وغياب الاعتقالات السياسية الا بشكل منفرد جدا، بينما يمتدحون دول مخابراتية مجرمة، و قمعية تري شعوبها القتل ولتعذيب، فسنقول والله يا جماعة عيب وما سأذكره أن المعارضة شنت هجومها على ضرب صحافيين ومواطنين ولكن بعضها يمتدح قتل الآلاف من الشعب الليبي والسوري ويعتبرون ثورتهم مؤامرة ...
Omar_shaheen78@yahoo.com