الاعتداء على طالب سعودي في مركز احتياجات الخاصة في عمان والادارة تنفي

أخبار البلد – أحمد الضامن

وصلت شكوى الى مكتب "أخبار البلد" تفيد ان الطفل عمر طلال عوض وهو سعودي الجنسية، قد تعرض للضرب والتعنيف على يد أشخاص يعملون في احدى المراكز التي ترعى ذوي الاحتياجات الخاصة ، مما أدى الى ظهور كدمات بوجه الطفل والتي أثارت غضب الأهل وقاموا بتقديم شكوى بحق المركز، بحسب ما أفاد به أهل الطفل.

الطفل وحسب قول والدته اصيب بشحنات كهربائية داخل المخ وهو بعمر السنتين أدت الى فقدانه حاسة النطق...لكن ذلك لم يضعف إرادتهم وقاموا بمعالجته من هذه الإصابة الا انه لا يزال لا يستطع الكلام

أم عمر بينت في حديثها لـ "أخبار البلد" ان بعضا من الأصدقاء نصحوها بالقدوم الى الأردن وتسجيل عمر في إحدى المراكز المتخصصة بذوي الاحتياجات الخاصة، لمساعدته على تخطي ضغوطه النفسية و العقبات التي تواجهه.

وأشادت في بداية حديثها عن المركز بأنه تم اقناعها من قبل المديرة بأنها ستعمل على سلوكيات عمر، وتحفيزه لإتقان أساسيات الحياة، واستعادة حاسة النطق مما أعطاهم الأمل والتفاؤل بان هذا المركز سيجعل عمر يتخطى جميع الصعاب وينجح بفضل جهودهم.

وبينت أم عمر أنها كانت على تواصل دائم فقط مع مديرة المركز، التي كانت بدورها تبين لأهل عمر بأنه في أفضل حالاته ، وبدء التواصل والتكيف مع الآخرين بسرعة كبيرة،وهنا بدء الشك يدخل قلب أم عمر لأنها تعلم جيدا ان طفلها لا يتقبل الآخرين وإذا تقبلهم فانه يحتاج الى وقت طويل وذلك حسب قولها...

وبعد مرور شهرين من تواجد عمر داخل المركز،قام المركز بالتواصل مع أهل عمر لإقناعهم بإعطائه دواء معين لكن رفض الأهل ذلك.. حيث اكدوا بان عدة اطباء قامو بتقديم النصيحة لهم بعدم استعماله كونه يحفز الشحنات داخل الدماغ.

وفي صباح اليوم التالي اتصل المركز بوالدة عمر ليخبرها بأنه قام بضرب المعلمة داخل المركز بسبب العصبية الزائدة حيث بين  المركز بأن سبب ذلك هوعدم موافقة أم عمر إعطاءه الدواء ،والذي من غير الممكن ان يتم معالجة سلوك الطفل من غير الادوية المناسبة للحالة...مما دفع بوالدة عمر الى الاستغراب من المركز كونه تواصل معهم قبل مساء اليوم السابق واخبروهم ان عمر بخير، حسب ما أفادت به...

ويذكر هنا وبحسب التقارير الطبية ان عمر قام بضرب االمعلمة أدى الى نزيف لها في الأذن داخلي وخارجي بتاريخ 25/1/2018 وما زالت لغاية تعاني من آثار الكدمة الشديدة وتتعالج بالمدينة الطبية، وتم إرفاق التقرير الطبي الخاص بها لـ "أخبار البلد" للتأكد من صحة المعلومة.

بعد ذلك بفترة تواصلت مديرة المركز مع والدة عمر، لاخبارها بأن طفلها أصبحت سلوكياته اكثر عدائية وقام بضرب جبينه في "الدفاية" داخل المركز... مما دفع أم عمر للتواصل مع والده واخباره عن الذي حدث، والذي قام بدوره بالاتصال مع احد العاملين في المركز الذي أكد له بأن حالة عمر سليمة حيث قاموا بعرضه على الطبيب واجراء الفحصوات الازمة وتصوير الدماغ ، وتبين أن عمر حالته جيدة.

وهنا قامت "أخبار البلد" بالتواصل مع الدكتور محمد طلال السوقي والذي تابع حالة الطفل، اكد قيامه بالفحوصات اللازمة وعمل صور أشعة للتأكد من سلامة الدماغ وتبين أنه سليم وان الكدمات والانتفاخات الظاهرة ليست الا بسبب الضربة التي آذى بها نفسه ونوه الدكتور على معاناته مع الطفل اثناء قيامه بفحصه بسبب سلوكه الغير هادىء

واكد السوقي بأن ما ظهر من تجمعات للدم تحت العين طبيعية حيث تظهر هذه الأعراض بعد التعرض للكدمات، بالاضافة من الممكن ان لا تكون واضحة من الأساس ويمكن ان تظهر بعد عدة أيام. .


وبينت ام عمر ان فور وصولها، ذهبوا الى المركز، واضافت :" بدؤوا بالحديث ما يقارب الساعة،ليأكدوا لنا بأننا كنا على غلط وهم على صواب بسبب رفضنا إعطاء عمر الدواء،لكنني قمت بمناقشة الدكتور داخل المركز وأثبت له وجهة نظري وعندما انتهوا من الحديث دخل عمر الى الغرفة وهو بهذه الحالة المبينة بالصور، وقام العاملين بالمركز في التوضيح الذي لم يقنعنا"

واسترسلت ام عمر بالحديث : توجهنا لمركز امن منطقة أبو نصير لتقديم شكوى، وقاموا بتحويلهم الى مستشفى الأمير حسين،وقامت المستشفى بالإسعافات الأولية وصور أشعة للاطمئنان على حالة عمر،حيث بينت الفحوصات الأولية ان هنالك احتمال كسور في الأنف واحتمال كسور في نهاية الجمجمة، وقاموا بتحويلنا الى مستشفى البشير من دون إعطاءنا التقارير،
واكدت ام عمر بأن الأطباء داخل المستشفى كان رأيهم بأن ما حدث لعمر هو إيذاء مباشر، بالرغم من ذلك رفض الكادر الطبي بالمستشفى اعطاءها الصور في البداية، بحسب قولها.

واستغربت ام عمر حدوث ذلك فلولا تواصل والد الطفل مع احد المسؤولين في الادرن واجبرهم على اعطاءه الصور بعد تقديم عدة حجج من المستشفى لما تم الحصول عليهم.
.

"أخبار البلد" تواصلت مع مديرة المركز والتي بدأت بالتفسير والشرح لمجريات ما حدث، ومبرهنة حديثها من خلال تقارير طبية وأحاديث مع اهل الطفل، تبين ان سلوك الطفل عدواني ودائما ما يبدي مثل هذه التصرفات ويبدء بضرب رأسه في أي مكان.

وبينت مديرة المركز أنه تم تشخيص حالة عمر حيث تبين أنه يعاني من توحد متوسط مرافق له بعض السلوكيات التالية "إلقاء نفسه على الأرض وضرب رأسه بالحائط والأشياء المحيطة به وبالاخرين "ودليل ذلك ما قام به وضرب المعلمة "، التشتت والحركة الزائدة البكاء ورمي الأدوات على الأرض، الصراخ والمزاجية الشديدة، اضطرابات في النوم"، بالاضافة الى تقييمه على مقياس التقييم المبدئي وكانت نتائجه في الافعال الاستقبالية صفر، والمحاكاة غير اللفظية صفر، اللغة التعبيرية صفر، المحاكاة اللفظية صفر.

وأشارت أنه تم عرضه على طبيب دماغ وأعصاب وبموافقة الأهل، بسبب ضربه الشديد لرأسه وسلوكياته وبالتالي قام الطبيب بوصف الأدوية "ريسبيردال" وتغيره الى "ديباكين" في حال وجود آثار جانبية للدواء، مشيرة أنه تم تبليغ الاهل من قبل الادارة بحالة الطفل حيث انه يؤذي نفسه وغيره من الطلاب والمدرسين ويشكل خطرا على نفسه، لكن الاهل كانوا غير متعاونين مع إدارة المركز ورفضوا إعطائه أي نوع من الأدوية السابقة.

ولفتت المديرة أن السبب الرئيسي في استياء وغضب اهل الطفل عمر هو الاتصال الذي تم بين المدير التنفيذي للمركز وقت الاصابة والطلب بسحب الطفل اذا لم يتم التعاون من قبلهم مع المركز والموافقة على صرف الدواء الذي تمت التوصية عليه من قبل طبيب الاعصاب والدماغ، وعلى ضوئه جاء الاهل وتم الشرح لهم من الناحية الطبية والسلوكية وبالمقابل وحسب ما ذكرت المديرة قامت ولية أمر الطفل والشخض المرافق لها بالتهجم وتوبيخ وتحقير الكادر والتهديد بإغلاق المركز بشكل غير حضاري واتهام الكادر بضرب ابنها على الرغم بأنه لم يكن هناك أي اهمال أو تقصير من قبل المركز، مما دفع الموظفين بتقديم شكوى بحق ولية أمر الطفل.

ونوهت المديرة خلال المحادثات التي جرت بينها وبين والدة الطفل أنها كانت على دراية كاملة بسلوكيات عمر، وتعلم بسلوك عمر في ايذاء نفسه وايذاء الغير و ضرب رأسه، لكنها أصرت على رفضها لاعطائه الأدوية التي وصفها له الطبيب.

مركز حماية الأسرة قام بإتخاذ الاجراءات اللازمة وتحويلها الى القضاء للتحقيق بالموضوع

ويبقى القضاء هو صاحب كلمة الفصل بالقضية التي أثيرت على طاولة  اخبار البلد ..
 
حقوق النشر محفوظة