بناة الاوطان ..... المغتربون
في خضم الاحداث السائدة في بعض الدول العربية ، وحالة الحراك الحزبي والشبابي السائدة على الساحة الاردنية المطالبة بالاصلاح السياسي والاقتصادي والاداري ، ومتابعة الشعوب العربية بما فيها ابناء الاردن لهذه الاحداث بحالة من الشد والتوتر والقلق ، غفلنا عن فئة مهمة من ابناء الوطن بدأت تتوافد على ارض الوطن بعد اشهر او سنين من الغربة قضوها خارج حدود الاردن يسعون وراء الرزق الكريم لهم ولاسرهم ، هذه الفئة التي اطلق عليها اسم ( الجنود المجهولين ) ، لجهل كثير من الناس بحقيقة ما تقدمه هذه الفئة الخيرة المجاهدة من ابناء الاردن للدول التي يعملون بها ، اضافة الى ما يقدموه لبلدهم من دعم حقيقي في المجال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ،
في الوقت الذي تسعى فيه فئة اخرى ضالة من ابناء الوطن لخلخلة اركان الدولة من خلال كثير من الممارسات التي لا تليق بمواطن اردني يدعي انه محب للوطن وحريص على مقدراته وامن واستقرار ابناءه ،
هؤلاء المغتربون هم بناة الاوطان الحقيقيون من خلال ما يقدموه من الاعمال والخبرات في بناء الدول التي يعملون بها ومساهمتهم في تقدمها وتطورها في كل المجالات ،
ان اهمية هذه الفئة من ابناء الاردن تكمن في مساهمتهم الكبيرة في دعم الاقتصاد الاردني من خلال ما يقدموه للوطن من عملة صعبة واستثمار في كل المجالات التي تحرك وتنشط الوضع الاقتصادي وتساهم في تشغيل جزء لا يستهان به من الايدي العاطلة عن العمل ، في ظل قلة الموارد الاردنية وتخبط السياسات الحكومية وازدياد المديونية والفساد الاداري والمالي الذي يمارس في القطاع الحكومي والخاص دون استثناء ، اضافة الى متطلبات الاصلاح المنشود من قبل الاحزاب والحركات الشبابية وعدم قدرة الدولة على تلبية ما ترمي اليه هذه الفعاليات الحزبية والشبابية في الوقت الراهن ،
كما وان هذه الفئة من ابناء الاردن لها مساهمة لا يمكن انكارها في المجال الاجتماعي حيث انها تساهم في رفع المعاناة عن كثير من الاسر الفقيرة والمحتاجة بحكم الوازع الديني اولا ، وحالة التواد والتراحم التي يمتاز بها ابناء المجتمع الاردني ثانيا ،
هؤلاء الجنود الذين بدأوا من بداية شهر تموز بالعودة الى وطنهم لقضاء اجازاتهم السنوية على ربوع الاردن وبين الاهل والاقرباء والاصدقاء بعد اشهر ان لم يكن سنين من الغربة قضوها بعيدين عن الوطن والاهل ،
ان هذه الفئة المعطاءة لتستحق من ابناء الاردن حكومة و مواطنين كل الاحترام والتقدير على ما يقدموه لبلدهم ، وكما ان للوطن عليهم حق فان لهم على الوطن حق بأن يعطيهم الاهتمام اللازم ويقف على حاجاتهم ومشاكلهم واية معاناة او عقبات يتعرضوا لها في غربتهم او بعد عودتهم ومساعدتهم على تجاوزها .