يا حلا، يا حلا، يا حلا
يا حلا ، يا حلا، يا حلا ؟
بقلم: شفيق الدويك
بلا مؤاخذه، هاتولي حبة وجع راس يا خالتي أقوى من البنادول... مش قادرِه إليوم... مش قادره ، روحي مفرفطه، و ظغطي نازل، و صورة المرحوم ما فارقتني من أسبوع.
طلعوا شباب صغار، من عمرك يا خالتي، كلهم إخوه، من عماره بحارتنا، مش عارفه ثلاثه أو أربعه، و هجمولك على صاحب سيارة الغـــاز لأنه يا خالتي وقّـــّف سيارته حوالي ربع ساعه و صوت مسجل السياره العالي، إللي الله يِكِسْـــرُه، ما سكت من الصبح بدري حوالي الساعه سبعه، كل شوي بروح و بيرجع عالحاره.
أبوهم للشباب ختيار و تعبان، عنده سكّري وظغط برجل وحده، و عندهم إمتحانات صيفي، و أختهم، بلا مؤاخذه، ولدت بعمليه بمستشفى خاص و جايبه الحزينه ولد خداج و ما معهم مصاري... يعلم الله كيف دبّروا حالهم، أكيد الوالده باعت إسواره أو ثنتين. و الله لسه ما باركتلها.
المشكله يا خالتي رصيف الشارع ضيّق ، يعني بالعربي رفيع و مزروع زيتون كمان ... راح واحد من الشباب، خاطب من أسبوعين، ينادي أخوه لكبير، دخل عِرْق الزيتون بعينه و صارت العيله عندها هم جديد فوق هم إبن أختهم الخداج.
و هظول يا خالتي تبعون السيارات إللي بيجمعوا حديد و بلاستيك و كراتين ، في منهم بيسرق كل شي حديد و غير حديد قدامهم، يعني لو كان بنطلون أو حرام منشور عحبل الغسيل بينتشوه، عملوا مشكله قبل ما أشوفك و لسه الشرطه بالحارة.
سرقوا بسكليت جوجو (جمانه) بنت سهيله، وإشارات ممنوع الوقوف لأنها معموله من الحديد يا خالتي ... ببيعوه خرده يا خالتي، و أنبوبة غاز فاظيه من حوش الأرمله أم خليل، و الجيران صاروا بعدها زي إللي راكبُهْ جـــن، يا رب دخيلك.
بيحكوا ولاد الحاره لصغار يا خالتي السياره إللي سرقت البسكليت مكتوب عليها: عين الحاسد تبلى بالعمى بخط كبير ...!
أنا يا خالتي ما بِدْوِرْني غير سيارة البطيخ. مركّب صاحبها سماعه و بظل المسجل ينادي: يا حلا، يا حلا، يا حلا، يا حلا، تقول الف مره و بيظرب الصوت بطبلة إذني. تركت الحاره وهيني في الطريق لبيت بنتي بدي أنام عندها يومين زمان !
بالك يا خالتي بتختفي سمّات البدن هاي ؟ و متى ؟
دايمه عفنجان القهوه.... و الله يستر يا خالتي