الاعتداء على الصحفيين في اعتصام ساحة النخيل

 

 


بكل المعايير كانت أحداث ساحة النخيل قرب امانة عمان يوم الجمعة الماضي نقطة سوداء في مسيرة الحريات في المملكة، وان الاعتداء على الزملاء الصحفيين نعتبره امرا غريبا على مجتمعنا وتقاليدنا.

وإذا كان الفريق الذي رافق المسيرة لِيعتدي على المعتصمين في ساحة النخيل يعتقد انه أكثر وطنية وحبا للأردن فهو واهم لان المعتصمين هم أيضا من شباب هذا الوطن، ولهم تطلعاتهم ومطالبهم التي تندرج تحت بند عملية الاصلاح الشامل والتي دعا اليها جلالة الملك.

ما يخفف من وطأة هذه الاحداث ان الحكومة والنقابات ومنظمات المجتمع المدني الاردني، واحزاب وشخصيات ادانت هذه الاحداث وان رئيس الوزراء وكبار المسؤولين زاروا الزملاء الصحفيين الجرحى واكدوا التزام الحكومة بالحفاظ على حق المواطنين بالتعبير الحر عن ارائهم من خلال المسيرات والاعتصامات السلمية مع التزام الحكومة ايضا بواجباتها الدستورية بالحفاظ على أمن المجتمع واستقراره وتسيير حياة الناس ومصالحهم بعيدا عن محاولات احتلال الشوراع والميادين العامة وفرض منطق املاء الشروط على الدولة والحكومة في الشارع، بعيدا عن موائد الحوار.

لقد كان الاردن والذي شهد على مدار الاسابيع الماضية المئات من المسيرات والاعتصامات مضرب المثل امام الدنيا، وهم يشاهدون رجال الامن عندنا يقدمون المياه والعصائر للمواطنين فيما نشاهد على شاشات التلفزيون كيف يطلق الرصاص الحي والمطاطي على المتظاهرين في دول عربية اخرى واننا نؤكد ان خسارتنا يوم الجمعة الماضي كانت جسيمة ليس في اعداد الجرحى، ولكن بالمساس بسمعة الاردن التي حاول مع كل الاجهزة والمؤسسات ان يبنيها في الفترة الماضية.

لقد كان بامكان الحكومة ان تتخذ التدابير الفعالة لمنع مختلف اشكال الاعتداء على المعتصمين من قبل متظاهرين اخرين وان تصدر تعليمات مشددة بعدم الاعتداء على الصحفيين والذين تم توزيع سترات خاصة عليهم وتحمل اللون الاصفر لتمييزهم عن المتظاهرين وتوفير الحماية لهم للقيام بواجبهم وان ما شاهدناه على الفضائيات من اعتداء امني مباشر على بعض الصحفيين نعتبره امرا في غاية الخطورة ويجب الا يمر دون محاسبة ومحاكمة المعتدين.

اننا نتطلع الى طي صفحة الماضي والنظر بعين التفاؤل الى المستقبل، خاصة وان كل شرائح المجتمع تؤكد الولاء والمحبة والالتفاف حول العرش، والقيادة الهاشمية وانها تختلف مع السياسات الحكومية ومع هذا التباطؤ في عمليات الاصلاح الشامل واننا على يقين بان المواطنين لن يقبلوا بان يكون هناك اي تعطيل لمصالحهم عن طريق اغلاق طرق رئيسة واعتصامات في مناطق حيوية، مهما كانت الغايات والاهداف، خاصة وانهم يواجهون اوضاعا اقتصادية صعبة، كما اننا نؤيد حق المواطنين في التظاهر والاعتصام السلمي والحفاظ على امنهم ونؤكد ان الحوار سيبقى الحل الامثل لكل قضايانا خاصة وان الاردن يستحق الكثير من ابنائه وان امنه واستقراره ثروة لا تقدر بثمن واننا محسودون عليها.