الخد الأيمن والخد الأيسر

 

 


إذا كان التعامل الخشن مع الحراك الشعبي، والصحافة، لن يردعهما عن المواصلة، وثبت أنّ مثل هذا السلوك يزيد الآخرين إصراراً على عدم الانصياع، بل وزيادة وتيرة النشاط، وتوسيع دائرته الحيوية ليشمل كلّ أنحاء الأردن.

وإذا كان العناد هو عنوان عمل الأردن الرسمي، ومواصلة سياسة الردع العنيف بصرف النظر عن أية عواقب، وبدون أدنى إحساس بالمسؤولية التاريخية، وبخروج فاضح عن تراثنا التسامحي التصالحي، وبإصرار عجيب على تحقيق مثل: أذن من طين وأذن من عجين.

إذا كان كلّ ذلك صحيحاً، ويبدو حتّى اللحظة أنه كذلك، فكيف سيكون شكل غدنا القريب، ومستقبلنا البعيد، وهل سنظلّ تلك البلد التي ظلّ يحسدها الآخرون على طريقة العيش فيها، ورخائها، وأمنها وأمانها، أم سننضمّ إلى قافلة الدول الفاشلة، وقائمة المجتمعات المتناحرة.

ينصحنا السيد المسيح بإدارة الخدّ الأيسر إذا ضُربنا على الأيمن، ولكنه لا يفصح عن موقفه إذا ضُربنا على الأيسر أيضاً، وأيضاً إذا توالت الضربات على الخدود، ذات اليمين وذات اليسار، ولعلّ هذا ما يحدث لنا الآن، ولا نستثني أحداً.