إحذروا من أمريكا وفرنسا على ثوراتكم

لم تكن زيارة السفيرين الأمريكي والفرنسي في سوريا إلى مدينة حماه السورية إلا سلسلة من محاولات الغرب وخاصة هاتين الدولتين لإعطاء النظام السوري جرعة لمحاولة إنعاشه وصموده أمام المحتجين المدنيين, عن طريق فتح باب التشكيك في مصداقية الثورة وأصحابها كما فعلت سابقا عندما تواجد الصهيوني برنار ليفي ووزير الخارجية الفرنسي الأسبق كوشنير في بعض المؤتمرات للمعارضة السورية الخارجية , وبذلك يفتح شهية الإعلام السوري على خبر دسم كهذا للتفرد به بدلا من  البرامج الدينية التي تحذر وتحرم من الخروج عن طاعة ولي الأمر والمسلسلات والمباريات التي مل منها المؤيد للنظام نفسه..

وصول السفير الأمريكي إلى مدينة حماه من غير توقيف على حاجز وكأن الطريق "صحراوي" لا دبابات ولا حواجز ولا أمن ولا شبيحة ومرورا "لدقائق" بساحة الإعتصام  حسب المعلومات, لتخرج فورا علينا السيدة بثينة شعبان المستشارة الإعلامية للقصر الجمهوري بنفسها وينصبها النظام أن تكون هي المحللة والإعلامية وتتكلم بشأن الزيارة وتداعياتها!! إنه لأمر يثير الشكوك والإستغراب!!  والمستنكر أن تكون زيارة السفير الأمريكي أهم من الدم والمواطن السوري الذي يُهتَك كلما نادى بالحرية لدى السيدة بثينة شعبان لتطل على شاشات التلفزيون بعد فترات غياب.

ردود النظام السوري والبيت الأبيض المتتالية على مدى صحة رأي كل واحد منهم لعدة أيام فقط. في وقت لم تستدعي الحكومة السورية السفير الأمريكي للإحتجاج إلا بعد يومين من الزيارة ومباشرة بعد إستدعاء الولايات المتحدة السفيرة السورية للإحتجاج على إلتقاط صور لمحتجين ضد النظام السوري  في أمريكا لأمر يثير الغرابة أيضا!!

تداعيات الزيارة كانت ماعلقت عليه السيدة هيلاري كلينتون من أن نظام بشار الأسد مازال لديه فرصة للإصلاح واتخاذ خطوات جدية وأيضا عندما صرح الرئيس أوباما من أن النظام "بدأ" يفقد شرعيته عند "شعبه"..تداعيات الزيارة هو أننا لم نعد نسمع بعد ذلك عن هذا الخبر "الخطير".فاحذروا من أمريكا وفرنسا على ثورتكم في سوريا.

واحذروا من أمريكا وفرنسا على ثورتكم في تونس فقد حاولوا وما يزالون أن يسرقوها منكم بعدما تفاجئوا بإنجازكم وصمودكم فقرروا أن يتداركوا الوقت فوعدوا بالملايين-فقط- وقاموا بالزيارات دعما بالثورة وعرضت فرنسا بأي دعم كما عرضت الدعم الأمني سابقا على زين العابدين لإخماد الثورة. ودست فرنسا سمها من خلال من يحمل أفكارها وثقافتها من الأحزاب التونسية لتؤثر على المنجزات التاريخية في هذه الثورة وتضعفها لكي لتحافظ على سياسة بن علي, والضغط على أي حكومة مقبلة لعدم التخلي عن بعض رموز بن علي.

إحذروا من أمريكا وفرنسا على ثورتكم في مصر , فقد حاولت أمريكا التشبث قدر المستطاع بمبارك وتهاوت أمام صمودكم وورودكم وميدانكم.فقررت وقف المساعدات ودس الجواسيس والمخابرات لزرع الفتنة وضرب أمن البلاد كما أنها مازالت تضغط على المجلس العسكري بإحترام الماضي بعقوده وإلتزاماته ورجاله من أجل مستقبل أمن إسرائيل.

إحذروا منهم على ثورتكم في ليبيا..فتدخلهم لم يكن من أجل دمكم وتاريخكم ولا من أجل أحفاد عمر المختار فهم قتلوه ..بل من أجل بترولكم وبحركم وأرضكم..إحذروا من الفرنسي الصهيوني برنارد ليفي ومَن يقف خلفه ومَن يقف أمامه,وهم يحاولون إحراق ماتبقى من جهادكم وتاريخكم وكتبكم كما أحرقها القذافي ويستنزفوا صمودكم أمام أعداء الماضي والحاضر من أجل أن تتقاسموا الخيرات مع الأعداء وتعترفوا بالمحتل الإسرائيلي.

إحذروا من أمريكا على ثورتكم المتحضرة الحكيمة في اليمن,فها هو السفير الأمريكي تخرج صوره على التلفاز أكثر من الرئيس اليمني ونائبه ورجال حزبه محاولا هنا وهناك –أي بين (اليمن والرياض)- رعاية مصالح بلده عن طريق إيجاد مخرج ليمن يحافظ فيه على قوة أمريكا ومصالحها في اليمن متحديا الملايين منكم.

هذه الأدوار للأمريكيين والفرنسيين في شؤوننا وشؤون ثوراتنا ماهي إلا محاولة للصعود على خيول الثورات العربية لكسر ظهورها والطعن في صدقيتها وتثبيط إكتمال إنجازاتها والتمسك بقشش الأنظمة وما تبقى منها..من يُسَلِّم بلادنا للإحتلال الإسرائيلي ومن يعطي حق القتل والتدمير والأسر والحصار لنفسه أو لغيره ضد بلادنا العربية يستحيل أن يفكر في حقوقنا الإنسانية وحريتنا وكرامتنا.

فاحذروا منهم..إحذروا منهم..إحذروا منهم