لم يعد لدى الشعب سوى تدخل ولي الأمر

لم يعد لدى الشعب سوى تدخل ولي الأمر
علينا جميعاً أن نسهم في تشخيص الحالة العامة , وإظهار مكامن الخلل وتبيان مواقع الضعف لكننا في الوقت نفسه مطالبون بابتكار الوسائل والأساليب الايجابية لتخطي عوائق الحاضر , والبحث عن الطرق الملائمة للانتقال الى المستقبل الأفضل والأكثر ازدهاراً .
أننا اليوم نعيش صعوبات اقتصادية جديدة , ولا يمكن مواجهتها بتجاهل أسبابها ومسبباتها الحقيقية , أو القفز عنها , فنحن نسدد الآن فاتورة عجز وتخبط الحكومات السابقة والحالية , وفشل برامجها الاقتصادية التي أعدتها , ولكن الوقوف عند ذلك لا يمكن أن يفضي الى نتائج ايجابية , طالما كانت حلولنا آنية ومتجهه الى جيب المواطن كطريق سهل لسد العجز , (( فبدل أن تعطيني سمكة , علمني كيف اصطاد )) هذا مثل شعبي ينطبق اليوم على حكومتنا التي تريد أخذ المال لسد عجزها بدل أن تنشأ المشاريع الهادفة وتستثمر طاقات شبابنا العاطل عن العمل .
كل الأوطان تمر في أزمات وصعوبات , ولكن الوطن دائماً يستقوي على كل عوامل القهر , بحس الانتماء والمواطنة الصادقة , أما اجتياح التشاؤم للنفوس , وسيطرة اليأس على العقول , فأنه يضعف الشعور بالانتماء , ويدمر القدرة على النهوض , ويسلب الأنسان حقه الطبيعي بالوطن , في حين ان التفاؤل , لا يعني ابداً تجاهل الأزمة والقفز عن معطياتها , بل يعني الإصرار على قبول التحدي وتبني خيار المواجهة وخلق الوعي اللازم للتعامل مع حقائق الواقع .
أما نراه اليوم من تعنت حكومي على السير في برنامج اقتصادي عنصره الوحيد لقمة عيش المواطن مع تآمر نيابي سخر سلطته التي منحها له الدستور من أجل تمرير وتنفيذ تلك البرامج , متحدين بذلك أرادة المواطن سيد السلطات مراهنين على وطنيته وولاءه , غير واضعين نصب أعينهم أن الجوع كافر , وقنبلة موقوتة لا تعلم متى تنفجر.
ختاماً لم يعد لدى الشعب سوى تدخل ولي الأمر جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم ليقول كلمته ويأمر بحل هذا المجلس ويعيد تشكيل حكومة تستطيع السير بسفينة الوطن الى بر النجاة
بقلم أحمد علي القادري