ثورة المسلسلات التركية

هذه الأيام أصبح البعض متيم ومشاهد شرس لكل المسلسلات التركية،،،فلا عادات تتناسب مع عاداتنا ولا مفاهيم يتقبلها ديننا فلا يكاد يخلو مسلسل تركي من امرأة حامل تحمل في أحشائها بذرة حرام،،،ونتابع المسلسل والبذرة تكبر ونحن نتعاطف مع المرأة لأنها بطلة المسلسل التي يجب أن نعيش حكايتها الحزينة بكل التفاصيل ونترقب الأحداث بلهفة عظيمة ونحاور ونناقش هل ستعود إليه أم لا،،،متجاهلين أنها زانية وتحمل في بطنها (سفح) ضاربين بعرض الحائط كل القيم التي تربينا عليها،،،فمسلسل واحد كفيل بأن ينسف بنا من الأخلاق الكثير الكثير.

.

ففي الوقت الذي نرّبي فيه فلذات أكبادنا على الفضيلة والأخلاق المثلى فننسف هذه الفضيلة وهذه الأخلاق أمامهم بجلسة واحدة لمتابعة مسلسل تركي بطلته حامل من صديقها البطل ونحن نصفق ونشجع ونتعاطف ونبكي،،،وننتظر ولادتها بفارغ الصبر ونسافر إلى تركيا لنشاهد نفس المكان الذي تم تصوير الأبطال مسلسلهم الشيق ونطلب منهم تسمية (طفل الخطيئة)باسم (مهند) يا أيها المهند لو عرف مهند بهذا الاسم لقتل نفسه ألف مرة بالسيوف الحادة المتشعبة.

 

حضرت إلى المنزل بعد يوم شاق مشياً على الأقدام لأوفر ثمن باكيت دخان وأول دخولي المنزل كانت الزوجة ثائرة ومكشرة عن أنيابها وبصراخ وتهديد قالت،،،،، كم سنة صار لك ما حكيتلي بحبك أو أني مشتاق لك ولك صير زي (مهند) لما بشوف (سمر) طبعاً انقطع الأوكسجين عن جسمي وصار وجهي مثل الليمونة وبقولها مين مهند ومين سمر

فقالت هو ظل واحد ما بيعرف مهند وسمر أغلب الناس عنا يحضروا هذا المسلسل الرومانسي الرائع الذي يتكلم عن الحب

وعن المشاعر وأي جمال طبيعة وأي ثياب وأي عفش فقلت لها دقيقة واحدة توقفي توقفي عن هذه السخافة

أي مهند وأي مسلسل وأي حب ولك أي هو أنا قادر آكل وإلا أشرب ولك نسيت كل الرومانسية ومن كثر إلهنا اللي أنا فيه من شدة الفقر وغلاء الأسعار ودمار الخلق العربي من سوء المسلسلات اللي مش من واقعنا ولا من أخلاقنا ولا من ديننا

وأنا بقول ما بدخل على سوبر ماركت ولا حتى دكان صغير بقولي خذ اللي بدك إياه وبسرعة ووقت تقديم المسلسل خوف الله ما فيش تاكسيات ولا باصات كوستر.

فأجهشت زوجتي بالبكاء وقالت نفسي أسمع كلمة حبيبتي ولو لمرة واحدة والله اشتقت لمغازلة عابرة وكلمة دافئة

فقلت لها نفسي أقرصك بــــ (الزرادية ) والله وأقولك حبك بقلبي مثل ما له مثيل بس مش قادر الحب والغزل مات من قلبي الله يقطع الفقر ما هو الحراث بظله حراث الحب للناس اللي معها مع انه والله حبي إلك ما إله وصف بس أنا حبي صامت عيوني وجيوبي أفصح من لساني،،،،

 

مع تحيات أبو خلف من مسلسل العشق الممنوع

 

هاشم برجاق

الموقع الرسمي للكاتب

www.hashem.jordanforum.net