الاعتداء على الصحفيين خط أحمر

 


 


من حق الصحفي أن يغطي كافة الفعاليات التي تجري في بلده ومن حقه أن يكون قريبا من الحدث بل وفي قلب هذا الحدث حتى ينقل الصورة كاملة لقراء صحيفته أو موقعه الإلكتروني وليس من حق أي رجل أمن أن يعتدي على هذا الصحفي لأنه ليس طرفا في النشاط الذي جاء لتغطيته بل هو طرف محايد وما جرى يوم الجمعة الماضي من إعتداء على الزملاء الصحفيين لا يمكن تبريره حتى لو حاول ذلك وزيرا الداخلية والإعلام اللذين نحترمهما ونقدرهما واللذين من حقهما أن يدافعا عن رجال الأمن العام لأنهما من قلب السلطة لكن ما جرى مع الزملاء مسألة غير مقبولة بكل المقاييس خصوصا وأنهم قد لبسوا سترات تميزهم كصحفيين وهذه السترات وزعت عليهم من قبل مديرية الأمن العام وبإطلاع مدير الأمن العام نفسه لكن يبدو أن هذه السترات أعطيت لهم حتى يعرفهم رجال الأمن الذين تواجدوا في مكان الاعتصام ويعتدوا عليهم بالضرب والتكسير وكأنهم أعداء للوطن.

وزيرا الداخلية والإعلام أعلنا بأنه قد شكلت لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات ما جرى ونحن مع الأسف نعرف أعمال لجان التحقيق التي يستمر عملها أحيانا عدة أسابيع حتى يبرد الموضوع وينساه الناس لكن الكرة الآن في مرمى نقيب الصحفيين ومجلس النقابة وعليهم مسؤولية اتخاذ إجراءات صارمة وتصعيدية لحماية زملائهم وحماية الصحافة في هذا الوطن الطيب التي يحاول البعض تخويف رموزها حتى لا يذكروا الحقائق كما هي على الأرض.

وزير الداخلية السيد مازن الساكت الذي كان صحفيا ووزير الإعلام الذي هو أيضا صحفي اعتذرا عن الذي جرى على شاشة التلفزيون الرسمي لكن هذا الاعتذار لا يكفي وعلى الحكومة أن تتخذ إجراءات صارمة بحق الذين اعتدوا على الصحفيين دون أي مبرر وعن قصد وسابق تصميم وإصرار.

الصحافة جزء مهم من عملية الإصلاح الشامل التي تقوم بها الحكومة وجلالة الملك عبدالله الثاني منع حبس الصحفيين وتوقيفهم إلا في حالة الإدانة من قبل القضاء وهو يحترم الصحافة والصحفيين ويكن لهم كل التقدير ولا يقبل أبدا أن يتعرض هؤلاء الزملاء للإعتداءات ومِن مَن؟! من قبل رجال الأمن العام.

نحن في هذا البلد نتمتع بنعمة الأمن والأمان وهذا كله بفضل رجال الأمن العام الذين يواصلون العمل ليل نهار من أجل المحافظة على هذه البيئة الآمنة لكن ذلك لا يبرر للبعض من هؤلاء الاعتداء على الصحفيين وفي وضح النهار ومن دون أي مبرر مقنع.

لن نقبل إلا بمحاسبة من اعتدى على الزملاء الصحفيين ونتمنى أن نسمع عن إجراءات سريعة تتخذها النقابة لحماية الجسم الصحفي ونرفض أن تنتهي الأمور بتوبيس اللحى.

nazeehgoussous@hotmail.com