الأردن والمساعدات الأمريكية
لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف المساعدات عن الدول التي صوتت ضدّ قراره نقل السفارة إلى القُدس والاعتراف بها عاصمة ل»إسرائيل»، ووضعت بعض التحليلات الأردن على رأس هذا الدول باعتباره يقود الحملة الدولية التي أثمرت عن تشكيل رأي عام دولي رافض.
في اليوم التالي قال دينيس روس في مقابلة على "السي ان ان” إنّ واشنطن لن تستطيع وقف هذه المساعدات لاسباب استراتيجية، وكتب توماس فريدمان بالروحية نفسها، وأعلن جلالة الملك أنّ مليارات العالم لن تستطيع ثني الأردن عن موقفه.
واشنطن خففت موقفها تدريجياً، بدءاً من الاعلان عن الاستمرار بالمساعدات، وصولاً إلى توقيع تفاهم بمساعدات لسنوات خمس، وأكثر من ذلك فالمساعدات ستزداد سنوياً بنسبة تُقارب الربع، وهذا أهمّ ما أتت به زيارة وزير الخارجية الأمريكية للأردن.
هذا يعني ببساطة أنّ المساعدات الامريكية ليست منّة ولا هبة، بل هي نتيجة طبيعية لعلاقات استرتيجية لا يمكن لواشنطن التخلي عنها في حال من الأحوال، لا من هذه الادارة ولا من أيّ إدارة غيرها.