:الحالة السياسية لدى الشعب والأحزاب و تعقيداتها ورعب المطبخ السياسي عثرة للاصطلاح السياسي
-ليس مفاجئا ما حدث في 14 آذار ولا في 15 تموز، ولم نتعجب من حالة التجييش المشتركة، بين معدي الاعتصامات من طرف وبين الأجهزة الأمنية من طرف آخر، فالخوف والشك في الأخر يسيطران اليوم في الأردن، وحتى إن قمع الاعتصام أو حقق كل نتائجه فالإصلاح السياسي ليس في ذلك المنال القريب وأود اليوم أن اخرج عن المألوف واكتب كلاما صريحا لطالما خبأته في صدري .
الإصلاح السياسي في الأردن لا يتم في هذا الشكل الذي يطرح عبر شعارات اليافطات وتلك المقالات التي تخرج علينا باسم بيانات حزبية ولا نظريات أفلاطون بعض الحزبين،والشخصيات السياسية، وكل هذا كلام نظري يشابه ما قاله أفلاطون يوما وسماه المدينة الفاضلة. هناك إرادة كاملة للإصلاح ولكن معاناة عقود لا تتم بشهر واحد ومن يتنطع لكلمة إصلاح النظام في الأغلب لم يصلح نفسه بعد.
سنجد مطالب إصلاحية مميزة لا ينادي بها مرشح للرئاسة الأمريكية طالما إن ساحة النخيل سوف تتحول الى هايد بارك ولن تستغرب إن كان هذا الشاب الذي يشتم الحكومات، ركض يوما ليكون أول من انتخب ابن عمه لينتصر لابن عشيرته، فما زلت اذكر ذلك الصديق العشائري الذي أشبعني تنظير يوما، عن التوافق المجتمعي وعندما هاتفته اسأله عن صراع بين عشيرته وعشيرة قريبة منه كان يتحدث وكأنه في حرب البسوس .
لا نبالغ عندما نقول أن للأردن حالة سياسية خاصة، ومن يطالب في الإصلاح فلا يجب أن يطلب كف أيدي جهاز المخابرات فقط عن التدخل ، فهناك تفاهم وإرادة مجتمعية واسعة، يجب ان تتوافق وتعزم النية على الإصلاح طالما أننا سنصل إلى طريق إصلاحي قريب وعد به الملك نفسه وهو مجلس نواب يعتمد على القاعدة الواسعة ،لتجنب حشد المال السياسي والعشائرية ، ولا يقصد هذا التعدي على التكوين العشائري الأصيل بقدر إجماع عدة عشائر على الأفضل، والى عدم تقسيم الأدوار والوقوف مع الأقدر ماديا، وهنا هل ستختفي تلك المشاهد التي أفرزت نوابا ضعاف والتي كان أسوأها المال السياسي والجهوية العمياء التي فضلت المصلحة الخاصة والمناكفة العائلية على حساب الوطن.
ما أراه منذ بداية المسيرات يافطات تتهم الحكومات فقط، وتضعنا نحن الشعب كأننا ملائكة، افلم يكن سكوتنا على الفاسدين سببا في تنشئتهم الم نزور الانتخابات قبل أن تزورها الحكومة. كثيرا ما كنت أرى شابا يتحدث بكل لباقة ولكنه في النهاية يتوجه لانتخاب حسب مزاج شخصي بعد عن المصلحة العامة.
الإصلاح السياسي اعقد مما نظن وستطل مغر المتاهات صعبة جدا لان العقدة تزداد، حزما وتعقيدا، عندما نجد أن هناك خللا بيننا فنحن نسال في ظل هذه المعضلات والمراحل السياسية الصعبة، أين آلاف الوزراء والألوية المتقاعدين وأين ألاف الضباط من الأجهزة الأمنية الذين كانوا يحققوا معنا سابقا ويدمعون عندما يهددونك باسم حماية الوطن واليوم ذهب الوطن مع شهادة التقاعد وأين النواب والمرشحين ممن فكت حناجرهم وهم يصرخون بأمن الوطن، وبعد يوم من النتائج سكت الطرفان، لان الوطن لدى نسبة عالية يعني كرسي ووظيفة وليس يعني انتماء ومصلحة عامة.
الأمر يتعقد عندما تسمع نائب ذكر كان أو أنثى نشلته الأجهزة الأمنية من قاع الزواريب وصنعت منه نائبا ، واليوم يتحدث عن دور الأجهزة الأمنية ويهاجمها في كل مكان، ويزداد تعقيدا بعد أن صنعه محمد الذهبي بان يشرح لك على إن الرفاعي زور هذا المجلس الأخير .
الأمر يزداد تعقيدا عندما اسمع أشخاصا يشتمون الحركة الإسلامية ليلا نهارا، ومن ثم أجدهم يتحالفون معهم في مسيرة ، ونحن ندرك مدى الفجوة الفكرية والسياسية بينهم، والأمر أصعب عندما أجد فشل نواب الحركة الإسلامية في الزرقاء طوال عقود وعدم تحقيقهم حتى لنافورة ماء ، ويحصلون على أعلى الأصوات في الانتخابات.
الأمر يصبح معقدا عندما ترفض الحركة الإسلامية الجلوس على طاولة حوار، والانتخابات ومجالسة رئيس الحكومة، وتهدد بالنزول إلى الشارع وعندما يضربون ويشاهدون القمع يحدثون عن لغة انعدام الحوار ويتهمون الحكومة بعرقلتها للإصلاح السياسي ، والأمر يتعقد عندما أرى أن مطالبهم قادمة عبر إصلاحات دستورية وقانونية ولكنهم يريدونها عبر الشارع ليقولوا نحن من حققناها ولم تأت من القصر.
الأمر يزداد تعقديا عندما ترى في المظاهرة موظف يشتم الفساد ويرفع يافطة ضده، وطريقة توظيفه ، وساعات عمله لوحدها قضية فساد تحتاج غالى عشرة محاكمات، والأمر يزداد تعقيدا عندما تجد شخص ما إعلامي أو سياسي لم يترك موظفة إلا وتحرش بها ولم يترك ضابط مخابرات إلا وتقرب منه وهرمت يده من كتابة التقارير ضد زملائه واليوم يحدثك عن الفضيلة.
والأمر يزداد تعقيدا عندما يقسم لك ناشط إسلامي بان الأجهزة الأمنية سوف تزور الانتخابات وأنها تسير بأجندة أمريكا ، وضابط من الأجهزة الأمنية يحذرك من الإسلاميين وبأنهم أصحاب أجندة خارجية وإنهم إن سيطروا على الانتخابات سوف يضعون البلد في الهاوية.
والأمر بعقد عندما أجد أجهزة أمنية متنوعة ومختصة ومدربة بشكل خرافي وتستطيع تفريق مظاهرة بربع ساعة ولكنها لم تمسك فاسدا يوما ولم تقمع بائع ارض أو خصخصة شبه مجانية للوطن.
الامر يزداد تعقيدا عندما يرفع شخص يافطات للعدالة الاجتماعية وان سمع شعارا يخص زيادة مقاعد النواب للأصول الفلسطينية أو رفع نسبتهم في الحكومة أو إدخالهم في الجيش انقلب على عاقبيه وراح يحذر من التوطين وبدا يشتم ويتوعد في صفحات الفيس بوك، وهذا لمسته كثيرا في اربع وعشرين اذار عندما قرأت لأحدهم عشرات التعليقات حول العدالة وعندما أعلن معاذ الخوالدة مطلب اربع وعشرين اذار بانتخابات حسب الكثافة السكانية كان صديقنا اول من رمى حجرا على الدوار.
والأمر يتعقد عندما يدرس احدهم على حساب الحكومة، وبمعدل 56 واليوم يريد وظيفة لا ن قدم ما عليه والحكومة خذلته،ويهاجمها لانها عاجزة عن حل البطالة ولا يعرف صديقنا ان اكبر مصيبة فتح عشرات الجامعات في الوطن وصناعة سد من الخريجين لا يمكن أن يوجد لهم وظائف لان التدريس الجامعي تحول من تعليم إلى حالة استرضاء .
والأمر معقد عندما يتحدث مسؤول على أن المسيرات تخرب البلد وهو مشارك سابق بامتياز بتزوير الانتخابات والسكوت على بيع ممتلكات البلد حتى وصلنا إلى فراغ سياسي خطير ودين عال النظير ومع ذلك يقولون ان 24 اذار سوف يدمرون البلد، والأكثر تعقيدا أن تجد في المقابل أن نصف 24 اذار شباب معظمهم لم يدخلوا بعد المراهقة السياسية ولا يدركون ما يتحدثون به وإبعاده.
وأريد ان انهي تعقيداتي عن بذلك الصديق الذي سار لوحده ومعي في نصرة نواب وكثير وخذلوه وخذلوني وانقلبوا علينا كالعادة واليوم صديقي حريص على المطالبة بالملكية الدستورية ومنشغل في الأمر لاخمصيه فكيف عندما يصنع مثل هؤلاء النواب حكومة منتخبة ...
وسلامة الإصلاح وكمن كنت أتمنى لو توقفت أمام هذا نقطة نقطة وأتوسع بها..
Omar_shaheen78@yahoo.com