د. أبو فارس يوضح موقفه من فتواه

كتب عضو شورى الأخوان المسلمين ورئيس لجنة العلماء المركزية الدكتور محمد أبو فارس توضيحا لفتاواه التي أثارات الكثير من اللغط، وفيما يلي نص التوضيح:

 

كانت هذه الفتوى إجابة عن سؤال من موقع عمان بوست هو: حكم من يسقط قتيلاً أثناء الاعتصامات والاحتجاجات الشعبية؟ وهل يكون في نظر الدين والشرع شهيداً أم لا؟ وما حكم من يطلق النار على المعتقلين؟

 

إن الشهادة لا يعلم بها إلا الله. لأنها اختيار رباني للأصفياء المجاهدين المخلصين الذين يجاهدون ابتغاء مرضاة الله، فيعلم الله صدقهم وإخلاصهم فيختارهم شهداء، قال تعالى: }وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء{، تأمل قوله تعالى: }ويتخذ{، أي يختار.

 

وحقيقة الإخلاص في طلب الشهادة قلبية، ولا يعلم ما في القلوب من نيات إلا الله عز وجل، والسؤال عمن يقتل في الاعتصامات والمظاهرات والاحتجاجات وعن حكم الشرع، فأقول:

 

من خرج في المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات ضد المنكرات المحرمة ولإعلاء كلمة الله، ودفع الظلم عن المظلومين والمقهورين، وإحقاق الحق وإزهاق الفساد الأخلاقي والسياسي والاقتصادي، إذا خرج في كل هذه الأمور بهذه النية الجهادية، وقتل، فهو شهيد فيما يظهر لنا.

 

ونؤكد ونقول: من خرج لدفع الأذى والظلم عن الناس، ولأجل رفع راية لا إله إلا الله والمطالبة بالعدل وتطبيق شرع الله، وقتل وهو على ذلك، فهو فيما يظهر لنا شهيد، شريطة أن يكون مسلماً ملتزماً.

 

أما من خرج ابتغاء منفعة دنيوية وطلباً للرياء والسمعة والثناء، فهو إلى ما خرج إليه.

 

فالشهادة في دين الإسلام أمر خاص بالمسلم المجاهد المخلص المقتول في سبيل الله، فمن خرج مسلماً ويرفع الشعارات الإسلامية، ويثبت عليها ويقتل على ذلك فهو شهيد.

 

وأما السؤال عمن يطلق النار على المتظاهرين المجاهدين المدافعين عن حقوق المظلومين والمقهورين فيقتلهم، فهذا إما أن يكون مكرهاً على ذلك، فهو آثم عند الله عز وجل، وأما إن كان قد قام بالقتل عن عمد، فهو إلى جهنم يستحق غضب الله ولعنته وسخطه وخلوده في النار، قال تعالى: }ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً{.

 

أقول: هذا ليس رأياً، وإنما هو حكم شرعي، ولا يجوز أن يجبن عن قوله، بل يجب أن يفتى به وأن لا يتحرج منه، بل عليه أن يتحرج إذا امتنع عن ذلك، وأختم هذه الفتوى بقول الإمام ابن القيم رحمه الله: إذا كان التوقيع عن الملوك والأمراء من الأمور السنيات، فيلعم المفتي أنه يوقع عن رب الأرض والسموات.

 

أقول: يا أيها العلماء الذين هاجمتم صاحب الفتوى، هل اطلعتم عليها، وهل اتصلتم مع صاحبها وسألتموه مجرد سؤال.

 

أيها الكتاب الذين انطلقتم بمقالاتكم غير المتوازنة والمتحاملة، ألم يكن الأجدى والأهدى أن تلتقوا بصاحب الفتوى وتحاوروه؟

 

وختاماً أقول: إن ما حدث من أحاديث ومقالات في التلفاز وغيره تتهم صاحب الفتوى تهماً باطلة كاذبة داحضة كان الأولى أن ينزهوا أقوالهم وألسنتهم عنها.

 

وأقول: إذا كنتم تبحثون عن الحقيقة، فإني أدعوكم كعلماء وغير علماء إلى إجراء حوار علمي، وأن يكون هذا الحوار علنياً في التلفاز والبث المباشر، وينشر على الشعب الأردني، فإنه قادر على تمييز الغث من السمين.

 

وإني أوجه حديثي أيضاً للتلفاز الأردني الحكومي، ألا يحجب صوت الحق عن سماع الجماهير المؤمنة في أردن الحشد والرباط ومنطلق التحرير، تحرير فلسطين كل فلسطين من دنس اليهود، وأن تتجرأ باتخاذ قرار بإجراء هذا الحوار.