المقاومة إلى جانب المفاوضات.. فيتنام مثالاً


للمرة المليون وعلى لسان مئات الألوف، قيل إن سلطة رام الله فقدت دورها الوطني وما عادت بمستوى النضال والقيادة، اضافة لكونها فاقدة للشرعية اساسا طالما تحظى بكثير من الرفض من مختلف اطياف الشعب والفصائل الفلسطينية، وكونها ايضا فقدت الثقة بها وهي تنسق مع العدو الاسرائيلي ضد المقاومين وامس ساعدت في انقاذ جنوده، والحال يعني اقسى درجات الانحدار الذي لا يقل سوءاً عن الخيانة نفسها.
وفي الوقت الذي يعمل فيه نتنياهو الان وينسق مع الامريكان من اجل ضم الضفة الغربية كلها وليس مستوطناتها فقط يطل عباس برأسه ليقول حيث يحل إنه يبحث عن وسيط غير الامريكان، وهو بذلك إما يتعامى عما يجري على الارض واعلان ترامب ان موضوع القدس حسم امره وما عاد مطروحا للنقاش، او انه بات بلا بصيرة مرافقة لضعف بصر شديد باعتباره يتصرف وكأنه لم يسمع عن احمد جرار او عهد التميمي وكل الاطفال المحكومين بسنوات سجن في معتقلات العدو الوحشية دون اكتراث لطفولتهم فما البال بالمعتقلين الكبار.
ينطبق الان تماما شعار كل السلطة للمقاومة وليس لأي جهة سواها وذلك في الضفة وغزة، لا يريد عباس وفريقه الانسحاب طوعا فلا بأس من اعلان العصيان لسلطتهم البائسة وعدم اعتبارها بكل ما تقرره، وكونهم تحولوا الى شبه اصنام متكلسة فإن خيار الشعب المقاوم هو الذي ينبغي ان يستقر في مقارعة العدو، وغير ذلك فإنه بإمكان عباس ان يعلن عن استمرار سعيه للمفاوضات لكن هذه المرة على اساس اعلان دعمه المقاومة، بحيث تجري اي مفاوضات في ظلها وبذلك فقط يمكن ان تعاد الثقة به.
ما زال متاحا قلب الطاولة في وجه الاسرائيلي والامريكي معا والظروف عموما مهيأة لذلك، فما يجري من تطورات في دول الاقليم قاطبة ينبغي ان يكون محل استغلال لصالح الشعب الفلسطيني والامر يلزمه قيادات وطنية مخلصة طالما لا تريد سلطة عباس ان تصحو من غيها وغفوتها.