ماذا يفعل سفراء أمريكا وفرنسا في حماة السورية

لا زلت من المؤمنين أن ما يحدث في سوريا وقبلها ليبيا ليس ثورة ومن المعيب وصف العملاء والخونة بالثوريين ، وفي ذلك إساءة لكل تاريخ الأمم والشعوب ونضالها ضد الاستعمار وعملاءه .

 

 في الأسبوع الماضي نقلت إلينا وسائل الإعلام المختلفة عن لقاءات تتم في إحدى العواصم العربية بين قيادات اخوانية سورية ودبلوماسيين أمريكيين ، والمعروف أن أولئك الدبلوماسيين في مثل هذه الأحوال ما هم إلا ضباط في وكالة المخابرات الأمريكية التي تريد عودة هيبتها بعد الضربة الموجعة التي تلقتها من البلوي ولم تنفعها مسرحية مقتل أسامه بن لادن .

 

وفي الجمعة الماضية قام سفراء أمريكا وفرنسا بزيارة ذات طابع استفزازي لمدينة حماه السورية وهناك استقبل السفير الأمريكي تحديدا استقبال الفاتحين من قبل عشرات العملاء المأجورين الذين تم زرعهم ، والغريب أن هذه المعلومات وغيرها لم تحرك ضمير بعض كتبة التدخل السريع ليقولوا لنا ماذا يفعل هؤلاء السفراء في بلد يشهد حالة من الجذب السياسي ، يتداخل به عوامل الخارج أكثر من عوامل الداخل ، أليس هذا تدخلا سافرا في شؤون سورية والمأساة أن كثير من كتابنا التزموا فضيلة الصمت المخزي حتى لا يخرج الإعلام الناطق بالعربية بالمحطات إياها ويصفهم بأنهم ضد حقوق الإنسان ومع النظام السوري ، وأتساءل ما هذا الغزل الناعم الذي شهدته عدة عواصم عربية وليس آخرها عمان بين دعاة الإسلام السياسي والولايات المتحدة  ، علما بأن هذه الجماعات دعموا الاحتلال الأمريكي للعراق الشقيق وذلك من خلال مشاركتهم في مجلس بول بريمر الذي سمي بمجلس الحكم في ذلك الوقت وبعد ذلك شاركوا بالعملية السياسية تحت مظلة الاحتلال ، وفي سوريا قال البيانوني القيادي الاخواني السوري أن إخوان سوريا مستعدين للسلام مع ما اسماه بإسرائيل في حالة انسحابها من الجولان ، وفي ليبيا  رئيس مجلس ساركوزي العميل مصطفى عبد الجليل أحد الرموز السياسية لدعاة الإسلام السياسي .

 

نعود لسوريا بشكل خاص وقد استفزني أحد مناضلي الشاشات وفنادق الخمس نجوم في الأردن بقوله لإحدى المحطات أنه رفض دعوة عشاء أقامها السفير السوري بعمان ، ولكنه في نفس الوقت قبل دعوة السفير الأمريكي للحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان مثل هذا وغيره من أشباه الرجال ، ألا يستفزهم وجود سفراء أمريكا وفرنسا في حماة ، مثل هؤلاء وغيرهم ليسوا عربا هؤلاء منافقون كذابون يقولون الشيء ويعملوا عكسه تماما ، السفير الأميركي في سوريا التي استفزت وقاحته روسيا الاتحادية حيث انتقدوا زيارته واعتبروها تدخلا سافرا في شؤون سوريا الداخلية ، ألا يستفز ذلك ما تبقى من رجولة ونخوة وعروبة لدى مثقفي البترودولار في عالمنا العربي ، أعتقد لا لان هؤلاء مسّيرين لا يملكوا من أمرهم شيئا ولا فرق بين من يركب موجة التدين وهي التجارة الرابحة هذا الأيام وبين من يدعي الليبرالية والديمقراطية وحقوق الإنسان .

 

لذلك نتمنى على شعبنا العربي في سوريا وليبيا أن لا تنطلي عليه مثل هذه الأكاذيب الزائفة ، ونحن جميعا مع الإصلاح والتغير السلمي الذي مصدره إرادة الشعب وليس إرادة أمريكا الصهيونية وحلفها المجرم الناتو، وهل يوجد أحد يخبرني ما الذي يجمع ما بين عبد الحليم خدام والبيانوني وعبد الرزاق عيد في سوريا وأعضاء مجلس ساركوزي في ليبيا مع الصهاينة والأمريكان ، وما هي علاقتهم جميعا مع الصهيوني الفرنسي برنار ليفي هؤلاء عملاء وخونة وليسوا ثورا وثوريين .

 

احترموا تاريخ الشعوب ونضالها ولا تقولوا عن الخونة والعملاء ثوريين لأن الثورة والثوار براءة من هذه النماذج التي ليس لها مكانة إلا مزبلة التاريخ .

 

 

عبد الهادي الراجح

alrajeh66@yahoo.com