جنون الأسواق المالية العالمية

اخبار البلد 

 
على غير العادة تراجعت معظم اسواق العالم هذا الاسبوع منذرة بخطر قد يصيب اسواق امريكا والمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الاسواق .
فمؤشر داو جونز تراجع اكثر من ستمائة نقطة، وتراجعت معه أسعار اسهم الشركات العملاقة مثل أبل والول مارت وغيرها مما ادى الى حدوث خسائر رأسمالية بلغت المليارات وعلت معها الصيحات ان هناك ازمة في الاسواق العالمية وانهيار لاسعار الاسهم.
لكن ما الذي حدث ؟
اخذ البعض يفسر هذا التراجع الشامل على انه جني ارباح بعد صعود الاسواق لفترة طويلة دفعت المستثمرين للسعي الى تسييل محافظهم وبيع الاسهم ، وهو أمر ممكن ، لكن هناك اسباب عميقة وراء ذلك ستزيد من التراجع والانخفاض في اسعار البورصات العالمية في السنوات القادمة ، فما حدث هو اهتزاز زلزالي سيتبعه هزة قوية ستعصف بالاسواق والاقتصادات .
السبب المخفي هو ارتفاع اسعار العوائد على السندات الامريكية والاوروبية والتي ادت الى تراجع اسعار الاصول وخصوصا اسعار الاسهم . إن ارتفاع العوائد على السندات ستجعل الاستثمار في الاسهم اقل جدوى وسترفع من الطلب على البديل الاستثماري المتمثل في السندات؛ ما سيدفع بالسعر المستقبلي للسندات الى الاعلى كما وسيخفض من اسعار الحالي منها.
لكن هل سنشهد مزيدا من ارتفاع العوائد على السندات في المستقبل ؟
الجواب نعم، وبالرغم من ان ذلك سيسبب لاحقا تجاه اقتصادات العالم الى مزيد من ارتفاع اسعار الفوائد إلا ان ذلك سيسبب زيادة شهية الدول الى اصدار المزيد من السندات لتمويل انفاقها، فالولايات المتحدة وحدها تجاوز اصدار دينها العشرين تريلون واوروبا متجهة نحو مزيد منها.
السوق المستقبلي سيكون سوق سندات بامتياز والذي سينذر بتكوين فقاعة جديدة في سوق السندات والتي ستكون اكبر فقاعة سيشهدها التاريخ وستعصف في اكبر اقتصادات العالم كما ستهدد بعضها بالافلاس في حال انفجارها.
وسيترافق مع ارتفاع الطلب على السندات ارتفاع اسعار الدولار واليورو والذي سيرفع من طلب الدول على المزيد من الدولارات واليورو في البداية لكن لاحقا وعند استعداد الفقاعة السعرية للسندات للانفجار سيتراجع الطلب على هاتين العملتين الاساسيتين مما سيسبب هلعا في اسواق سعر الصرف كما ستخسر تلك الدول التي تحتفظ باحتياطيات هائلة من الدولار واليورو بينما لن تتاثر كثيرا تلك الدول التي تحتفظ باحتياطي هائل من الذهب مثل روسيا والصين.
اعتقد ان فقاعة السندات الامريكية والاوروبية لن يطول انتظارها ويمكن ان تحصل خلال اربع سنوات ليبدأ العالم دورة اقتصادية بطيئة جدا محاولاً استعادة عافيته من جديد.