خسائر العملات الإلكترونية تتجاوز نصف تريليون دولار في شهر

اخبار البلد

 
بعد المكاسب القياسية التي سجلتها العملات الإلكترونية كافة في 2017، بدأت رحلة من الهبوط الحاد لتفقد ما يزيد عن نصف تريليون دولار في نحو شهر تقريباً.
 
وتأتي الخسائر في القيمة السوقية لإجمالي العملات الإلكترونية بالتزامن مع استمرارالتشديد الحكوميفي مختلف دول العالم وسط مطالبات بمزيد من التدخل من أجل حماية المستثمرين من خسائر لا يمكن تحملها والاقتصاد من مخاطرها التي تهدد استقرار النظام المالي.
 
وتقوم كبرى البنوك في أنحاء عدة حول العالم بمنع عملائها من استخدام بطاقاتهم الائتمانية في شراء "البيتكوين" وغيرها من العملات الإلكترونية وهو الاتجاه الذي سلكتهالبنوك الأمريكية"جي.بي.مورجان" و"سيتي جروب" و"بنك أوف أمريكا" بالإضافة إلى مجموعة "لويدز" البريطانية.
 
في حين شنبنك التسويات الدوليحملة جديدة ضد العملات الإلكترونية مطالبة البنوك المركزية العالمية بالاستعداد للتدخل من أجل وقف مخاطرها، كون "البيتكوين" أصبحت مزيج من فقاعة ومخطط بونزي وكارثة بيئية.
 
كما تعرضت العملات الإلكترونية إلى ضغوط شديدة خلال الأيام الماضية كذلك بعد أن قررتالسلطات اليابانيةفتح تحقيقاً بشأن الثغرات الأمنية بعد سرقة عملات افتراضية بقيمة تزيد عن500 مليون دولار.
 
وتصاعدت نغمة تحذيرية جديدة بشأن الاستثمار في العملات الرقمية، حيث وصفتها وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والجرائم المالية "سيجال ماندلكير" بأنها تهديد متطور، بينما حذر رئيس هيئة الأوراق المالية والأسواق الأوروبية "ستيفن مايجور" المستثمرون من فقدان جميع أموالهم.
 
ولا يتوقف الوضع عند مجرد التحذير، حيث دعا المتحدث باسم صندوق النقد الدولي "جيري رايس" إلى تعاون عالمي بين الجهات التنظيمية حول العالم للحماية من مخاطرها التي تتراكم مع الارتفاع السريع في قيمة الأصول.
 
خسائر بـ535 مليار دولار في قيمة العملات الإلكترونية خلال شهر (المصدر: كوين ماركت كاب)
 
 
وسجلت القيمة السوقية لجميع العملات الإلكترونية 832.09 مليار دولار في جلسة 7 يناير الماضي لكنها تهاوت إلى 296.87 مليار دولار خلال تعاملات 6 فبراير ما يعني أن الخسائر تتجاوز 535 مليار دولار في نحو شهر تقريباً.
 
في حين بلغت خسائر "البيتكوين" الفترة نفسها 63.1% بعد أن تراجعت إلى 6472 دولار مقارنة مع أعلى مستوى سجلته خلال العام الجاري 17527 دولار في 7 يناير الماضي.
 
وكان الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد "روبرت شيلر" قال إن "البيتكوين" يمكن أن تستمر لمائة عام لكنها ستتعرض إلى الانهيار في النهاية لكنه اعتبرهاتجربة مثيرة للاهتمام.
 
أما ثالث أكبر عملة من حيث القيمة السوقية، فسجلت خسائر قدرها 56.3% مقارنة مع أعلى مستوى خلال العام الجاري عند 1431.8 دولار في جلسة 13 يناير قبل أن تتراجع إلى 625.7 دولار في تعاملات 6 فبراير الجاري.
 
كما فقدت عملة "البيتكوين كاش" أكثر من 72.8% من قيمتها، حيث سجلت 3020.4 دولار في جلسة 7 يناير الماضي لكنها هبطت إلى 820.6 دولار في تعاملات 6 فبراير.
 
وتسير عدة اقتصادات كبرى حول العالم في طريق إحكام قبضتهم على العملات الرقمية وكذلك المنصات التي تتيح تداولها، حيث طبقتكوريا الجنوبيةحظراً على الحسابات البنكية مجهولة الهوية في حين تستعدالصينمؤخراً لحظر المنصات الخارجية أيضاً.
 
وفي نفس الاتجاه، قالت رئيسة الوزارء البريطانية "تريزا ماي" إنه يجب النظر بشكل جاد في فرض قيود على العملات الإلكترونية مثل "البيتكوين" لكن "كريستين لاجارد" جاء انتقادها متعلقاً بالتعدين لتلك العملات التي تستنفذ طاقة تعادل ما تستهلكة إحدى اقتصاديات دول مجموعة الـ20، على حد وصفها.