اعتداء مرفوض على الزملاء

 

 


ماجرى في وسط البلد من ضرب للصحفيين والمصورين الصحفيين، امر لايمكن السكوت عنه،ولاتبريره،تحت اي عنوان،وكأن الذي يضربهم يريد ان يقدم صورة بشعة عما يجري في عمان.

يتم تسليم الزملاء الصحفيين سترات بلون محدد،من اجل حمايتهم،لو حدثت مواجهات،واذ بالسترات تتحول الى علامة للصحفي وللمصور الصحفي والمراسل،ويتم ضربهم بالهروات و»القايش» دون اي اعتبار،ويصبح من يغطي الحدث هو المجرم.

اصيب زملاء بكسور،وتم ضرب اخرين يعانون من القلب،وهذه افعال ،لايمكن الدفاع عنها،ولو تشكلت مئة لجنة تحقيق،ستكون مهمتها دفن القضية،لا محاسبة المسؤول عن ضرب اعلاميين،لاعلاقة لهم اساساً بالشعارات،ولا بالاعتصام،الا من زاوية تغطية الحدث.

حذرنا مراراً من جمعة دموية،وكنا نخشى من مواجهات،فإذا بالمواجهات تتم بين الامن والصحافة،لان هناك من لايجرؤ على ضرب سياسي،فيتشاطر على من يغطي الحدث،وهذه محنة كبيرة امام الوسط الصحفي ونقابة الصحفيين.

محنة كبيرة لاتعالج بتبويس اللحى،ولا باعتذار حكومي،واسأل وزير الاعلام الذي هو زميل في الاساس،عن مشاعره ازاء ضرب زملاء المهنة،وماهي تبريرات الضرب الوحشي الذي تعرضوا له؟!

الزميل المصور خليل مزرعاوي يتم ضربه بالقايش،هذا على الرغم من حساسية قلبه،واحتمائه بالامن،الذي قام بضربه،وزميل آخر هو المصور محمد الكسواني يتم ضربه وتكسير كاميرته،والصحفي سامي محاسنة،يتم تكسيره وضربه على رأسه.

الزملاء ياسر ابوهلالة مراسل الجزيرة،وامل غباين وانس ضمرة من موقع «عمون»،ويزن خواص من «نورمينا»،وعدد اخر من الزملاء يتم الاعتداء عليهم،باعتبار ان الضرب سيقدم صورة حضارية،وسيجعل قصة الاعتصام تختفي من الاعلام الاردني والعربي والاجنبي.

لست مع الاعتصام المفتوح،ولا مع اخذ البلد الى اعتصامات ومواجهات،حتى لانناقض انفسنا،غير ان ماتراه يقول لك انك تفكر بطريقة،وغيرك بطريقة اخرى،وكل يومين يتم الاعتداء على صحفي من مسؤول او نائب او متنفذ او رجل درك او امن.

ماعلاقة الصحفيين اساساً بطبيعة الحراك وشعاراته وكلامه،وماعلاقتهم اصلا بالدوافع السياسية للمسيرة،وهل هم جزء اساس منها،ام طرف محايد،وهي اسئلة نضعها امام الجميع؟!.

نحن ندين ايضاً طعن17 من رجال الامن العام ،لاننا لانقبل ايضاً ان يتم مس شرطي او دركي او الاعتداء على كرامتهم،فالمبدأ واحد ولايتجزأ،وكل هؤلاء ابناء البلد،الذين لانرضى لاحدهم اي اذى.

غير ان كل هذا في جهة،والاعتداء على الصحفيين في جهة اخرى،لانهم ليسوا طرفاً مشتبكاً،ولديهم مهمة واحدة فقط،هي تغطية الحدث،لان هذه مهنتهم،ولاعلاقة لهم بأي فريق معتصم،يميناً كان ام يساراً.

لنر كيف ستدار القصة،بعيداً عن لف العبايات،وتبويس الذقون،والتبريرات المعروفة!.