صنع في الصين



لا يترك الرئيس الأميركي فُرصة إلاّ ويعبّر فيها عن استيائه من حجم الاقتصاد الصيني، وتأثيره على نفوذ واشنطن العالمي، وكثيراً ما هدد بعقوبات، ولكنّ كلامه ظلّ مُعلّقاً في الهواء على خلفية موقف بكين من سوريا، وأتذكّر أنني كنتُ يوماً في واشنطن حيث أهداني مرافقي الرسمي طاقية مرسوماً عليها العلم الاميركي، وفوجئت حينها بالعلامة المرفقة التي تفيد بأنها صنعت في الصين!
في يوم آخر، وحين فتحتُ غطاء أحد أجهزة كمبيوتر «أبل ماكنتوش»، لإصلاح عطل بسيط، تفاجأت بكثير من القطع الرئيسة التي صُنعت في الصين، والشيء بالشيء يُذكر، فيستطيع كل مقتنيي جهازي «آي باد وآي فون»، معجزة تكنولوجيا الاتصال الاميركية، أن يقرأوا خلف الأجهزة عبارة: جُمّع في الصين!
وبالضرورة فليس صدفة وجود القول المأثور :”اطلبوا العلم ولو في الصين”، لا لمجرد بعدها المكاني ولكن لوجود تلك الثقافة التي تعتمد العقل والعلم، والأهم هو العمل بصمت دون شعارات رنانة ولا ادعاءات، وبات معروفاً أنّ الصينيين يحتلون العالم ببضائعهم واستثماراتهم.
حتّى أميركا نفسها لا تستطيع مقاطعة البضائع الصينية، وهكذا فسيظل دونالد ترامب يلقي التهديدات كالعادة دون أدنى جدوى على أرض الواقع، والتمدد الصيني تحصيل حاصل وبالتأكيد فهو على حساب الأميركيين وغيرهم.