نجح سوتشي «1 ...«فَشِل المُقاطِعون والمعرّقِلون!

اخبار البلد 

 
ليس ثمة شك بأن البيان الختامي لمؤتمر سوتشي «1) «الذي سيتبعه سوتسي2 بالتأكيد, ولن يكون يتيماً كما يأمل البعض)، قد سجّل نجاحاً ومنَحَ زخماً لا يُستهان به, للجهود المكثفة التي تبذلها روسيا وإيران وتركيا (وإن كانت الأخيرة لا تكفّ عن مناوراتها وألاعيبها)، بما هي الدول الضامنة لمسار استانا, بعد أن لم تنجح المحاولات الأميركية والبريطانية والفرنسية والجِهات الداعمة لمنصة الرياض, في «تفجير» المؤتمر او تأجيله, بل كان هدفها إفشاله وإظهار روسيا عاجزة عن تتويج إنجازها العسكري الكبير بدحر الإرهاب وإفشال مُخطّط إسقاط الدولة السورية, بمشاركة الجيش العربي السوري والقوات الحليفة والرديفة، بأي إنجاز سياسي, ولم يخجل المقاطعون من تكرار كذبهم وأضاليلهم, والزعم ان موسكو ودمشق وطهران تريد تكريس مسار «جديد» لحل الازمة السورية يحمل اسم «سوتشي» بديلا لمسار جنيف, والتهرّب من تنفيذ القرار 2254 .وهو ما نفاه الرئيس بوتين في الكلمة التي القاها نيابة عنه وزير خارجيته لافروف بالقول: لقد حان موعد التسوية الشاملة, بناء على القرار الدولي 2254. كذب وزيف تلك الدعاية المضلِّلة كشفته مشاركة الممثل الأُممي دي ميتسورا في المؤتمر, وانخراطه في الحوار حول تشكيل اللجنة الدستورية, واعلان رعاة المؤتمر ان البيان الختامي سيكون «داعما لمسار جنيف وجزءا من مهمات دي ميستورا» وبخاصة في تشكيل لجنة مناقشة الاصلاحات الدستورية ولجنة متابعة المؤتمر. الملابسات ومحاولات التعطيل التي افتعلتها «مجموعة أنقرة» المتمثلة في ما يُسمى «الحكومة المؤقتة» برئاسة احمد طعمة، كشفت ضمن امور اخرى, حجم التبعية والارتهان للأوامر التركية. عندما قرّر هؤلاء عدم المشاركة احتجاجا على رفع العلم السوري(..) مُطالبين في وقاحة موصوفة بان يكون «علم المعارَضة» موازيا لعلم الدولة السورية, ومن ثم قاموا بتمثيلية الإنسحاب وعدم المشارَكة والاكثر كشفاً لعمالتهم لأنقرة, هو اعلانهم الصريح بأن الوفد التركي في المؤتمر.. «يُمثّلهم»(..) لم ينجح هؤلاء ورعاتهم وخصوصاً هيئة التفاوض التي يرأسها نصر الحريري, في تعطيل جلسات المؤتمر الذي لم يلتفت الى شغب هؤلاء ونزقِهم, بل ظهَر بوضوح ان التركيبة المفتعَلة التي قامت عليها «هيئة المُفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض2, والتي شملت ثلاث منصات هي الرياض والقاهرة وموسكو، قد تصدّعت الان ولم تعد قائمة, ليس فقط في ان تحالفاً رباعياً جديداً قد نشأ خلال انعقاد سوتشي»1« واعضاؤه هم: هيثم منّاع وقدري جميل واحمد الجربا ورندا قسيس، وانما ايضا فان سوتشي «1 «كرّس دور منصّات وشخصيات وقوى معارِضة أُخرى, جرى الطمس عليها واستبعادها من قِبل عواصم اقليمية وقوى المعارَضة المرتبطة بها، ولم يعد من الممكن تجاهل منصة استانا ولا منصة حميميم, التي هي عددياً ودورا وتأثيرا, اكبر بكثير من كل الدمى التي تدور في فلك منصة الرياض او ما يسمى الحكومة المؤقتة, ربيبة «الإئتلاف» الذي لم يعد موجوداً إلاّ على كشوفات فنادق النجوم الخمس التي ينزلون بها, في ضيافة الممولين والرعاة... والمستخدِمين. لا نقول ان سوتشي «1 «حقق إختراقا كبيراً ولكن من السذاجة الاعتقاد انه مجرد مؤتمر عابر لن يؤثر في مسار حل الازمة السورية, بل سيكون