عن فوزي هاني الملقي!

لست أكتب عن هاني الملقي، ولكنْ عن فوزي الملقي، ولست أكتب عن فوزي الجدّ ولكنْ عن فوزي الحفيد، فقد تعرّض في السنة الماضية إلى ما لا يمكن تحمّله من هجوم واساءات لم يكن مقصوداً بها في حال من الأحوال، أمّا المقصود دوماً فهو والده رئيس الوزراء.
فوزي هاني الملقي يعمل في وظيفة أخذته إلى الكثير من المطبات، طلوعاً ونزولاً، وفي كلّ الأحوال كان "كيس ملاكمة” يتدرب عليه من يريد مهاجمة والده، ولا أحد من المهاجمين كان يرى أنّ هناك شخصاً يحمل من شخصيته المستقلة الكثير، ولا يستطيع سوى العيش "في جلباب والده” دفاعاً عن نفسه، لأنّ والده صار رئيساً للوزراء.
أتوقّف، الآن، أمام الآلاف من التعليقات التي هاجمت الابن لأنّه صار يتقاضى "ستة عشر ألف دينار في الشهر!”، وأيّ عقل سليم ومنطق راجح يعرف أنّ هذا لا يمكن أن يكون صحيحاً، وأتوقف أكثر أمام خروج الأب عن هدوئه ليعلن بغضب تحت القبّة لنائب منتخب من الشعب:” أتحداك أن يكون راتب ابني هذا أو نصفه أو ربعه!”.
لا نقول إنّ "الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون”، ولكنّنا نُعلن وقوفنا مع الحق الذي يؤكد أنّ الكثير ممّا قيل عن الابن غير صحيح، والهدف منه الاقتناص من الاب، والبيّنة على من ادّعى، وآخر القول إنّ الملقيين (هاني وفوزي) لو كانا فاسدين لا سمح الله لاستخدما السلطة العامة في سبيل مصلحة شخصية أكبر وأكبر من هذه بكثير حيث الوظيفة الصغيرة، كما فعل غيرهما من آباء وأبناء في مناصب متعددة، بشركات وشركات وعطاءات وعطاءات بملايين وملايين الدنانير!