هل ستساهم الدبلوماسية العربية في استحقاق أيلول

           

جولة نتنياهو البلقانية انتهت. وبالتأكيد جاءت جولته هذه بالتنسيق مع رموز الصهاينة في بلدان شبه الجزيرة البلقانية المغروسين فيها للعب أدوار سياسية كل من موقعه في مساندة الكيان الصهيوني.

غالبية زعماء البلقان لهم مستشارون يهود, يعملون على توجيه البوصلة كما يريدون. ففي ثمانينيات القرن الماضي لعبت زوجة أرييل شارون دورا هاما في النشاط الصهيوني في جمهورية بلغاريا ,وعلى حدودها في جمهورية مقدونيا المجاورة كانت يوفانكا لازيتش الإسرائيلية المعروفة بنشاطاتها الصهيونية السابقة في صحيفة بوليتيكا التي كانت تصدر من بلغراد وأدارت مكتبها لاحقا في باريس, تحيي ذكرى مجزرة اليهود على أيدي البلغار المؤيدون لهتلر عام 1947 في مقبرة بوتيل بالعاصمة المقدونية سكوبية.

وأثناء إعدام الرئيس الروماني الأسبق نيكولاي تشاوشيسكو كانت المجموعات الصهيونية في رومانيا تظهر  العرب على أنهم داعمين لهذا النظام  وعندما اكتشف الرومانيون أن الصهيوني بيتار رومان هو من يقف خلف هذه البروباغاندا الإعلامية ضد العرب أسقطوه.

جولة نتنياهو البلقانية جاءت لحث دول البلقان على عدم الإقرار باستحقاق أيلول القادم والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة  . ولا أحد يستطيع التكهن بمواقف هذه الدول حيال أهم القضايا العربية على الإطلاق في الشهرين القادمين.

الأنشطة الدبلوماسية العربية وفعاليات الجاليات العربية في هذه الدول يجب تفعيلها على أوسع نطاق للتأثير على مواقف هذه البلدان التي كانت تقف غالبا إلى جانب الحق العربي الفلسطيني وقضيته العادلة.

وما ينطبق على بلدان شبه الجزيرة البلقانية وهي رومانيا, اليونان,بلغاريا,ألبانيا,تركيا وجمهوريات الفيدرالية اليوغوسلافية المتحللة وهي صربيا,كوسوفو,مقدونيا,كرواتيا,سلوفينيا,الجبل الأسود وأخيرا جمهورية البوسنة والهرسك وهي بمجموعها تساوي إثنا عشر بلدا. وهو عدد ليس بالقليل بالطبع. ما ينطبق على هذه البلدان ينطبق على غيرها من بلدان العالم أجمع. دون أن أغفل الدور التركي البلقاني فهو في غاية الأهمية ولكنني كبقية المواطنين العرب لا يرغب أي منا في إعادة المشهد عندما انسحب أردوغان احتجاجا على كلمة بيريس ومقاطعة كلمته وبقي عمرو موسى جالسا يستمع لكلمات المعتدين على قطاع غزة والمؤيدين لذاك العدوان الغاشم.

أن ترك الدبلوماسية الفلسطينية وحيده تخوض هذا العراك الكبير بدون دعم ومساندة من قبل كافة ألدول العربية يعتبر جريمة لا تغتفر و سيبقى عار على جبين كل عربي ومسلم إذا فشل الفلسطينيون في استحقاق أيلول