جنون السياسة الأمريكية


نائب الرئيس الامريكي اكد في الكنيست اليهودي ان بلاده ستنقل سفارتها الى القدس نهاية العام الجاري، واعتذر عن تأخرها سبعين عاما من اجل ذلك، ونال الرجل تصفيقا وإعجابا فاخر به وهو يرى الاعضاء العرب يطردون من امامه اذ لا فرق بينه وترامب فيما يخص وصف القذارة العنصري الذي تتبناه ادارة البيت الابيض الحالية، وقد اطلقه ترامب على دول قارات بأكملها دون ان يبدي ندما رغم كل الاحتجاجات عليه.
نائب الرئيس الامريكي كان هنا في عمان قبل الذهاب الى كيان العدو وسمع كلاما واضحا وشرحا معمقا وتحليلا كافيا لانعكاسات نقل سفارة بلاده الى مدينة مقدسة اسلاميا ومسيحيا، وان القدس تخضع لقرارات دولية وانه ينطبق عليها وصف الارض المحتلة وانه لا سلام ابدا دون تفاهم على القدس لا يمس هويتها العربية والدينية، غير ان النائب ركن كل ذلك جانبا وحث الخطى ليؤكد يهودية القدس بخلاف العالم كله الذي صوت ضد قرار ترامب باعتباره غير وازن ويؤجج الصراع اكثر ورغم ادراك انه ليس هناك امريكي مسيحي واحد يسلم لليهود بالقدس.
في الوقت نفسه كان محمود عباس في جولة اوروبية وصرح من سوسيسرا انه يؤمن بالسلام وبالمفاوضات من اجله، وهو يعلم ان الامريكي تجاوز مرحلته وانه ما عاد هناك ما يمكن التفاوض عليه؛ كون حكومة نتنياهو مشغولة بذات الوقت ايضا بإعلان ضم الضقة الغربية كلها وليس المستوطنات فقط، فما حال هذا الرجل الذي في عقده التاسع من العمر ويصر على التفريط بدل ان ينهي حياته بلقب مناضل تاريخي ويصر على الذهاب نحو حاوية التاريخ.
في الخلاصة ومن دروس التاريخ استقرت القدس عربية مسلمة منذ تسلمها عمر بن الخطاب بمباركة مسيحية، وتسلم مفاتيح كنيستها وهي لليوم متداولة في عائلة استيتية المقدسية، وانه رغم شراسة الحروب الصليبية الا انها بقيت على حالها الاسلامي المسيحي، وانه رغم بلفور وقوة بريطانيا لم تحسم القدس لتكون يهودية وليس فيها ما يدعى به من اجل ذلك زورا سوى حائط البراق، والاكيد ان ليس ترامب ونائبه وانما ايضا لو اتوا بكل عصابات الصهاينة في العالم لما تغير حال القدس عن هويتها المستقرة غير القابلة للتغيير وليس على عباس سوى ان يعلن العصيان والمقاومة بدل ميوعة المفاوضات ليتحقق الامر بأسرع مما يتخيل اي كان.