« صناعة الاثاث الاردنية» تعاني من اغراق عشوائي ومنافسة غير عادلة

اخبار البلد-


شكا منتجون محليون للاثاث من اغراق السوق المحلي من الاثاث المستورد وهو ما أثر سلبا على واقع القطاع محليا.
وطالبوا الجهات الرسمية ذات العلاقة بضرورة وقف تغول البضائع المستوردة على البضائع المحلية والتي اثرت على مبيعات التجار والمصنعين بشكل ملحوظ في ظل الظروف الراهنة.
واشاروا ان كثيرا من المحال و مصانع عتيقة اصبحت ماركة مسجلة للاردن بالخارج مهددة بالاغلاق والتوقف عن العمل وتصريح العمالة المحلية المتوافرة لديها في حال بقيت الاوضاع على حالها دون حسيب او رقيب.
وبينوا خلال لقاء صحفي امس بموقع مصنع شركة «جوايكو» ان كميات الاستيراد بمختلف منتجات الاثاث يرتفع، فيما حصة الصناعة الوطنية بالسوق المحلية وصادراتها للخارج تتقلص بفعل الاغراق والاغلاق الذي طال الاسواق التقليدية جراء اضطرابات المنطقة.
وقالوا ان صناعة الاثاث الاردنية تعاني اليوم بعمليات اغراق عشوائية ومنافسة شديدة وغير عادلة جراء الاستيراد الكبير من البضائع وبخاصة من دول الاتحاد الاوروبي وتركيا والصين ودول شرق آسيا ما الحق ضرارا كبيرا بالصناعة الوطنية.
واكدوا ان هذا الوضع يتطلب دورا رسميا اكبر من خلال فرض قيود جمركية وعراقيل ادارية على المستوردات وهو ما تفعله العديد من الدول يرتبط الاردن معها باتفاقيات تجارة ثنائية وجماعية.
وشددوا على ضرورة ان يكون للمنتجات الاردنية من صناعة الاثاث والاخشاب اولوية بالعطاءات الحكومية والالتزام بنسبة الافضلية البالغة 15%، مشيرين الى وقوع حالات خالفت ذلك في الفترة الاخيرة وفضلت المنتجات الاجنبية على المحلية.
وطالبوا ايضا بوضع مواصفات فنية اردنية للاثاث من خلال بطاقة بيان تعطي تفاصيل كاملة عن مكونات القطعة المستوردة وبلد المنشأ لتوعية المستهلك ومنع استيراد بضائع منخفضة السعر والجودة تلحق الضرر بالصناعة والاقتصاد الوطني.
ومن جانبه حذر رئيس جمعية مصدري ومنتجي الاثاث الاردنية نزار ماضي من استمرار اغراق السوق المحلية بمنتجات الاثاث المستورد في وقت تعاني الصناعة الوطنية ظروفا صعبة بالتصدير، مطالبا المعاملة بالمثل مع الدول التي تضع قيودا على مستورداتها وبخاصة مصر.
واشار الى ان قطاع الاثاث يمر حاليا بمرحلة حرجة جراء المنافسة غير العادلة من المنتجات المستوردة سواء من دول الاتحاد الاوروبي او تركيا والصين ودول شرق آسيا، مطالبا باعادة النظر بمعظم الاتفاقيات التجارية الموقعة مع الخارج وتوفير الحماية للصناعة الوطنية.
واكد رئيس الجمعية ان صناعة الاثاث الاردنية تضاهي العالمية وتطورت كثيرا بالسنوات الاخيرة وباتت منافسة للمنتجات المستوردة وتصدر للكثير من الاسواق العالمية وبخاصة لدول الخليج العربي.
وحسب ماضي يبلغ عدد المنشآت العاملة بقطاع الاثاث والصناعات الخشبية بعموم المملكة نحو 2800 منشآة منها 80 كبيرة ومتوسطة والباقي حرفية ومناجر صغيرة وفرت 10 آلاف فرصة عمل وبرأسمال مسجل 65 مليون دينار.
الى ذلك اكد عضو مجلس ادارة غرفة صناعة عمان المهندس فتحي الجغبير ان قطاع الاثاث والصناعات الخشبية يمر بمرحلة صعبة تتطلب وقفة جادة من الجهات الرسمية كما يحتم فرض حماية للقطاع من المنتجات المستوردة.
وطالب بمعاملة الدول التي تعرقل انسياب البضائع الاردنية الى اسواقها بالمثل، لافتا الى ان بعض الدول التي نرتبط معها باتفاقيات ثنائية وضعت العديد من القيود على مستورداتها من الدول العربية، مبينا ان الغرفة ستتحرك لمساعدة المنتجتين بقضية الحصول على الحماية.
وقال الجغبير ان بعض صناعات تلك الدول اغرقت الاسواق المحلية بمنتجاتها من الاثاث والصناعات الخشبية المدعومة في بلادها بينما هي تعرقل انسياب البضائع الاردنية الى اسواقها، مشددا على ان القطاع الذي يشغل الاف العمال اصبح مهددا بالاغلاق، وتسريح العمالة.
من جانبه، اكد عضو مجلس ادارة غرفة صناعة عمان المهندس موسى الساكت ان الصناعة الوطنية تتمتع بجودة عالية واستطاعت الوصول لاسواق اكثر من 130 دولة حول العالم.
وبين ان تجاهل بعض الجهات الرسمية لقرار منح الافضلية للصناعة الوطنية بالعطاءات يشير لوجود حالة عدم ادراك باهمية القطاع الصناعي بالحفاظ على الامن الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع، مؤكدا ان منتجات الاثاث الاردنية تتمتع بجودة عالية تضاهي العالمية.
وقال الساكت ان قطاع الصناعات الخشبية والاثاث الاردني قدم منتجات ذات جودة عالية للعديد من الدول الخليجية عبر العقود الماضية، بينما لا ما زالت بعض الوزارات والمؤسسات الرسمية تفضل المنتج الاجنبي على المحلي داعيا مصنعي الاثاث لطبع شعار حملة (صنع في الاردن) منتجاتهم.
وشارك باللقاء، مدير عام شركة جوايكو مكرم قبعين والمدير العام والشريك المفوض في شركة المعاني وشركاه للاثاث الياس قعوار ومدير عام شركات حجازي للاثاث والصناعات الخشبية عبد المجيد حجازي ورئيس جمعية مصدري ومنتجي الاثاث الاردنية نزار ماضي، وعضوا مجلس ادارة غرفة صناعة عمان المهندس فتحي الجغبير والمهندس موسى الساكت.
وبلغت مستوردات المملكة من الاثاث بمؤشر تصاعدي منذ عام 2014 وسجلت في حينه 134 مليون دينار و 132 مليون دينار في 2015 لكنها قفزت لنحو 151 مليون دينار خلال عام 2016.
وبلغت مستوردات المملكة من الاثاث خلال الاشهر الخمسة الاولى من العام الماضي 2017 ما يقارب 60 مليون دينار.
وفي المقابل، تراجعت صادرات المملكة من الاثاث خلال العام الماضي الى 23 مليون دينار مقابل 31 مليون لعام 2016 و43 مليون دينار لعام 2015.