عريقات: صفقة القرن تتمثل في إسقاط قضيتي القدس واللاجئين

اخبار البلد- 

القدس العربي»: قال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن «صفقة القرن التي يسعى لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو عبر الإملاءات، تتمثل بإسقاط ملف القدس بإعلانها عاصمة لإسرائيل، وتجفيف تمويل الاونروا تمهيدا لتصفية قضية اللاجئين».واعتبر ان أمريكا وإسرائيل تسعيان الى ضم الكتل الاستيطانية، يتبعها إعلان السيطرة على الحدود على طول نهر الأردن والمعابر والمياه الإقليمية والأجواء، وهو ما يعني تكريسا لمبدأ تظام الفصل العنصري (الابرتهايد). وشدد على رفض القيادة للمرحلة الأمريكية الجديدة التي تسعى اليها بفرض الإملاءات من قبل الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي على القيادة.
وأكد في حديث للإذاعة الفلسطينية الرسمية على ان الولايات المتحدة لن تستطيع فرض صفقة القرن، وما يتم طرحه لاغ وباطل لن ينشئ حقا او يؤسس التزاما، مشيرا الى ان الولايات المتحدة لم تطرح أي شيء على القيادة سوى ما قاله الرئيس الامريكي بأن القضية الفلسطينية أسقطت عن طاولة المفاوضات.
وأشار الى قرار القيادة عدم اعتبار الولايات المتحدة شريكا أو وسيطا أو راعيا لعملية السلام. وأضاف «انها أصبحت جزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل، فالسلام الذي نريده هو القائم على القانون الدولي والشرعية الدولية وليس على أساس لغة الفرض والقوة».

عملية سلام فاشلة

وقالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن إعلان الرئيس دونالد ترامب للقدس عاصمة إسرائيل، ونقل السفارة من تل ابيب الى القدس، وتجميد التمويل لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أنهى دور الولايات المتحدة كوسيط متناوب، وأيضاً من خلال إستخدام الفيتو ضد قرار مجلس الأمن الدولى حول القدس، والتهديدات التي وجهتها نيكي هيلي السفيرة الامريكىة لدى الامم المتحدة بخصوص الدول التى صوتت لصالح قرار الجمعية العامة للامم المتحدة حول القدس، استبعدت الولايات المتحدة نفسها كوسيط نزيه.
وقالت «إن القيادة الفلسطينية قدمت تنازلات مؤلمة للسلام، وإن إسرائيل استخدمت عملية السلام الفاشلة لمواصلة التوسع الاستيطاني، وضم القدس وغيرها من الانتهاكات ضد الفلسطينيين. وتستخدم الإدارة الأمريكية ضغوطا وابتزازاً وتهديدات ضد الفلسطينيين الذين يسعون الى الحرية والكرامة بينما تكافئ إسرائيل».
وأضافت «يتوجب على المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بتطبيق الاتفاقيات الموقعة والمعاهدات الدولية والقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان، وفي حال مواصلة تنصلها فإننا سنتوجه الى المؤسسات الدولية الكفيلة بمحاسبتها وإنزال العقوبات عليها وتحميلها مسؤولية انتهاكاتها وارتكابها جرائم حرب. الحل الأساسي يكمن في انتهاء الاحتلال والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وشددت عشراوي على ضرورة توفير الحماية الدولية العاجلة والمشاركة المتعددة الأطراف ودور أوروبي فعال وقوي لمحاسبة ومساءلة إسرائيل والمساهمة في تحقيق سلام عادل وشامل. كما تطرقت للمعاملة التفضيلية القانونية والسياسية والاقتصادية التي تتلقاها دولة الاحتلال، وأكدت أن مثل هذه الامتيازات الأمريكية تشجع إسرائيل على مواصلة انتهاكاتها وخروقاتها.
وطالبت بالدفاع عن الحقيقة فيما يتعلق بالمظالم الخطيرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، مثل التوسع الاستيطاني وسرقة الأراضي وهدم المنازل وإلغاء هويات المقدسيين وتغيير هوية القدس. وأضافت خلال لقاء مع طلاب الدراسات العليا من برنامج إدارة الصراعات في كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية «كقادة أمريكيين في المستقبل، يجب أن يكون صوتكم مسموعا، وأن يستخدم لتحويل الرأي العام ومساءلة الحكومة الأمريكية عن التواطؤ مع الاحتلال العسكري الإسرائيلي والجهود المبذولة لتدمير فرص السلام».
وحثت الوفد على استجواب المسؤولين المنتخبين حول الأموال الهائلة التي تمنح لإسرائيل، والتشريعات غير العادلة ضد الشعب الفلسطيني وقيادته.» وأجابت عشراوي على أسئلة الوفد بشأن دور كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وضرورة إيجاد استراتيجيات بديلة لاعتماد نهج متعدد الأطراف إزاء صنع السلام. واختتمت الاجتماع بمناقشة حول الأوضاع الداخلية في فلسطين.

إدعاء بمحاولات للضغط

في غضون ذلك، نقلت القناة السابعة في التلفزيون الإسرائيلي عن مصادر فلسطينية قولها ان رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج زار المملكة العربية السعودية سرا الأسبوع الماضي. وقالت «إن الزيارة التي قام بها اللواء فرج صنفت على أنها زيارة سرية للتباحث مع السعوديين في الأزمة المتصاعدة بين الفلسطينيين والإدارة الأمريكية دون ان تنشر تفاصيل أخرى».
وزعم التقرير أن السعوديين حاولوا الضغط على الجانب الفلسطيني لانتظار ما ستطرحه الولايات المتحدة في مبادرتها للسلام قبل اتخاذ المزيد من الإجراءات، إلا ان الفلسطينيين أكدوا للسعوديين ان الولايات المتحدة لا تنوي طرح مبادرة للسلام، وان مواقفهم داعمة لإسرائيل ولا يمكن الوثوق بهم بعد إجراءاتهم الأخيرة خصوصا فيما يتعلق بالقدس والاعتراف بها عاصمة لاسرائيل.
واستعدت إسرائيل بدورها لاستقبال مايك بينس نائب الرئيس الأمريكي بإجراءات أمنية غير مسبوقة يشارك فيها الآلاف من رجال الأمن لتأمين زيارته تحديدًا لمدينة القدس المحتلة. وقالت شرطة الاحتلال انها ستتخذ إجراءات أمنية مشددة أثناء وجود نائب الرئيس الأمريكي في القدس، مثل إغلاق بعض الشوارع في المدينة لعدة أيام.
ومن المقرر أن يزور بينس حائط البراق الجدار الغربي للمسجد الأقصى في البلدة القديمة من القدس، ويلقي خطابا في الكنيست الإسرائيلي اليوم الإثنين. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن «زيارة نائب الرئيس الأمريكي لإسرائيل تعكس متانة العلاقات بين البلدين، ودعم الولايات المتحدة لإسرائيل».