عمر شاهين يكتب عندما يكون المعتصم وخصمه ظلا لقوى الآخرين فعلى الأردنيين حماية شارعهم



 حالة توتر كبيرة تجري  بعد إصرار جماعات تلقب نفسها 15 تموز الاعتصام في مكان لم تعلن مكان تحديده في اجتماعها الذي عقد مساء 13-7 بعد أن رفضت النقابات المهنية استقبالهم، وتجبنوا ذكر المكان لمراوغة الخصم. وقالوا فيما بعد أنهم سيعلنون المكان قبل ساعات فجر لجمعة.

 وكل هذا من الولدنة السياسية احمله للحكومة والأجهزة الأمنية اللتان فرغتا الساحة  السياسية، سابقا من كل النخب القيادية وزجت باختيارات فاشلة ، في الانتخابات والحياة السياسية، صناعات وهمية، سلبت الرواتب وعادت لتمارس أعمالها الخاصة لان الوطن آخر ما يفكرون، به، وما زالتا تراوغان في إتمام قوانين الإصلاحات السياسية التي أوصى بها جلالة الملك نفسه، وتسعيان إلى إضاعة الوقت، ومن يدفع ثمن هذا المراقبون الذين يخشون خراب  الإصلاح بحجر عثرة تكسر به أقدام العقلاء.

في كل جمعة تخرج مسيرات في كل محافظات المملكة، ولا تثير أي صخب أو اعتراض، مثلما حدث في 14/ آذار أو ما سيحدث غدا الجمعة، والارتباك يكمن في نقطتين رئيسيتين تتعلقان أولهما عدم معرفة هذه الجهات المنظمة ومن يكون معهم، و النقطة الأخرى وهي الأهم وسببت كل هذه الضجة التي حدثت أسفل دوار الداخلية ، وهي الاعتصام أي المبيت والرمزية تعود إلى ميدان التحرير وإعلان الانقلاب على النظام المصري.

 وإذا تذرع المعتصمون بان الهدف ليس أي انقلاب على النظام بل سقفهم الأعلى إصلاح النظام،  فان توسعة المتضامنون معهم، ممكن أن تخرج بما لا يحسب حسبانه، ولان معظم منظمي هذه التيارات من الشباب المتحمسين والمتأثرين، في ثورة الربيع العربي، فقد يظهر عدم تقديرهم لحساسية  التكوين الأردني السياسي والجغرافي والذي لا يتحمل كثير من الاحتكاكات.

نحن لا ننكر أحقية مطالب التحركات الشبابية ، ولكن ليس برفع قوى التحدي والضغط، فهناك قوى شعبية كبيرة جدا ترفض الضغوط، بهذا الشكل، وتتخوف من انفلات الأمور، فكيف عندما يتم  التعامل مع شيء مجهول يدعي بعض الشباب أنهم من يحركونهم أي يملكون البداية فقط.

يتم التعامل مع شباب 24 آذار من خلال طريقتين الأولى صفحة الفيس بوك والثانية عبر مؤتمراتهم الصحافية وفي الأولى لا يوجد تسمية لمصدري البيان، أما في الثانية فالأشخاص معرفين ولكن باقي هذه القوى من الكوادر الشبابية مجهول، فتستطيع رصد القادمين للاعتصام، كمنظمين وموجهين ولكنك لا تدري، عن الباقي ومن هم .

في المسيرات الوضع يختلف تماما، فهناك شعارات واضحة، وفترة زمنية قصيرة، وفكرة تصل، ولكن الاعتصام مكان ثابت وجذاب لزيادة التجمع واعتداء على أرض مملوكة، للدولة،خصوصا أنهم يختارون أماكن لشل الحركة ،  ولا ندري من سيندس ومن جاهل بما سيقوله ومن يتبع لجهات خارجية ومن يتهور ، وهكذا ندخل في فرضيات المجهول، وهنا يكمن الخوف مما يحدث.

في الأردن مليون شخص أو أكثر ليسو أردنيين ، وفي الاعتصامات والمسيرات الأخيرة تتعامل الأجهزة الأمنية  بحذر أي لا تستطيع التأكد من هويات المشاركين أو عينات منهم، وهذا ليس طعنا أو تشكيك بهم ، ولكنها أسئلة يجب أن تطرح. وقضية الجاسوس الإسرائيلي ليست ببعيدة ..

ما يطلبه قوى الشباب قادم في الطريق، عبر الإصلاحات السياسية واقعي ، ونجد أن الكثير من كلامهم منطقي، والخلاف في التجمع، وإعلان التحدي، فليس كل القوى المجتمعية حيادية، هناك من يرفض استغلال الشارع للتغير لان عقبات هذا غير مضمونة، فنحن نجد دول عربية كثيرة متأزمة سياسيا وتتجنب الشارع، وان كانت الساحة الأردنية هادئة شكليا فإنها ساخنة داخليا.

 الظاهر حقا أن الإخوان المسلمين وراء هذا ويملكون الشرارة فمعظم المنظمين منهم، واجتماع 13/7  كما وضحت الصورة مليء بأصحاب اللحى والفتيات المحجبات والمنقبات، وشيخ الفتاوى الإرهابية محمد أبو فارس أعطاهم مفاتيح الشهادة، ولان الإخوان ادخلوا أنفسهم سابقا بتحالفات خارجية مع المصرين ومن ثم مع إيران وحاليا أمريكا فان من حق الشارع أن يخرج عن صمته ، ويقول لههم هذا شارعنا أيضا وليس لكن أن تعلنوها تحدي أشبه بإعلان حرب والآخرون لا يؤمنون بتوزيع الشهادة حسب إرادة آية الله محمد أبو فارس.

قد يمر غدا بسهولة وقد نشهد صدامات ولكن على الأجهزة الأمنية أن تمنع ما يسيء لأمن البلد ولا يسمح للمجاهيل بان يجلسوا في شوارع عمان، إن كان قيادات وتجمعات معروفة فليشكلوا أحزابا وليظهروا بشكل واضح ، وان كان الإسلاميون أعلنوا الحرب والتحدي فعلى العاجزة الأمنية بكل فروعها أن تمنع الصدام والفتنة، فهناك من يملك العدد والعدة ولم يعد يحتمل تجيش الإسلاميين وتوجيهاتهم من الخارج .

Omar_shaheen78@yahoo.com