تلفزيونات أردنية تنتظر الجمهور!

لعملهم الجديد في التلفزيون الأردني، وبقرار من مجلس الوزراء العتيد، وكأنّ هؤلاء سيعيدون إنتاج العجلة، أو أنّهم صلاح الدين الأيوبي الذي سيستعيد بيت المقدس.
الطريقة التي قُدّم فيه هؤلاء الزملاء المبدعون أصلاً، فيها انتقاص من الزملاء الموجودين في القويسمة منذ سنوات وسنوات، ومنهم مئات تبوأوا على مدار السنوات مناصب عالية في الفضائيات العربية والاجنبية، بل منهم من تفاوضه هذه الفضائيات على العمل.
نفهم أنّ منافسات الشاشات ستدخل من ممرّ البوابات النارية الباردة، ونفهم أكثر أنّ التلفزيون الأردني هو تلفزيون الحكومة الأردنية، وأنّ تلفزيون "المملكة” الموعود هو تلفزيون الديوان الملكي، وأنّهما سيدخلان في حرب مع الاعلام الخاص غير المدعوم من مال الشعب، ولكنّنا لا نفهم أنّ الإثنين سيدخلان في حرب معلنة مع بعضهما البعض الآخر!
عقلية القطاع العام لا تنفع مع الاعلام، وهذا ثابت في كلّ أنحاء العالم، وفي مطلق التجارب، ولكنّ الأردن الرسمي مُصرّ على أنّه يعرف أكثر من غيره، واصراره صار يأخذه إلى مساحة التنافس بين أجهزته لاختلاف "رؤية” من يمتلكون القرار، بين هنا وهناك.
ويبقى أنّ علينا القول إنّ المال يُساعد على استمرار وسيلة اعلامية، ولكنّه لا يصنع اعلاماً، ولكنّ المحتوى هو الذي يصنعه، والمحتوى لا يمكن إلاّ أن يكون حرّاً مستقلاً غير تابع لفلان أو علان، وأكثر من ذلك: فلا مكان لفضائية أو تلفزيون مهما كانت التسمية، إلاّ بحجم مشاهدتها من الجمهور، وتقديرهم لها، وتفاعلهم معها، ونحن بالانتظار، وكان الله بالسرّ عليماً!