الملك ودفء المدارس



من الصعب علينا أن نمرّ على تسلّم الأردن جائزة اقليمية تتعلّق بالطاقة المتجددة بدون تعليق، وخصوصاً إذا كانت تتعلّق بالمدارس الحكومية، وأيضاً إذا كان هدفها تدفئة الطلاب، وأكثر من ذلك فهي تنفيذ أمين للمبادرة الملكية بتأمين الدفء لأبنائنا من طاقة الشمس، وأخيراً وليس آخراً فالطالب الذي يشعر بالدفء في قاعة المدرسة سيشعر بحنان المكان، وسينتج أكثر.
المدرسة هي البيت الموازي للأبناء، وحين كنّا طلاباً كان يقتلنا البرد، وتصل إلى عظامنا صقوعة المكان، ومَن منّا سيقول إنّه لم يكن ينتظر الانتهاء من الدرس أو حتّى الهروب منه سيكون مُجاملاً، ومبادرة الملك التي أتت من زيارات ميدانية حميمة هي التي أنتجت الفكرة، والتنفيذ، ومن ثمّ تحقيق الجائزة، والمهمّ أنّها لا بالكاز ولا بالغاز ولا بالسولار، بل بما وهبنا الله من طاقة مجّانية.
مدير صندوق تشجيع الطاقة المتجددة الدكتور رسمي حمزة تسلّم الجائزة أمس في أبو ظبي، ليس لأنّ مئة مدرسة حظيت بالتدفئة فعلاً فحسب، ولكن لأنّ المشروع الذي يُنفذّه الصندوق سيغطي ألفين وستمائة خلال خمس سنوات، ولأنّه يعمل على التعميم في كلّ أنحاء الأردن في المستقبل.
وكثيراً ما كتبنا عن "الأردن الأخضر والطاقة المستدامة” في هذه الزاوية، وكثيراً ما انتظرنا النتائج المؤجلة، وانتقدنا البطء في التنفيذ، بل التعطيل أحياناً، وها نحن نكتب عن إنجاز نفخر به، ولا ننسى أن نطالب بالمزيد، حتى لو غطّت كلّ أسطحة بيوتنا، وأراضينا الخالية تلك الالواح الشمسية التي لا تبخل علينا بالطاقة المجانية، وتعطينا الاستقلالية أيضاً، ويعذرنا القارئ إذا كنّا لا نكلّ ولا نملّ من الحديث عن الطاقة المتجددة، وسيعذرنا أيضاً حين نتذكّر دور الدكتور عمر الرزاز الداعم الأصيل في تعميم الدفء على أبنائنا الطلاب.