كلام مخابراتي حميم!



تُعلن أجهزة المخابرات في أنحاء عديدة من العالم عن انجازاتها، والكثير من هذه الاعلانات تكون دعائية، فتُنسى في اليوم التالي، ولكنّ المصداقية التي اكتسبتها "المخابرات الأردنية” لا تدعونا إلى التصديق فحسب، بل إلى التوقّف والتفكّر بهدوء، وبعقل بارد.
وباستثناءات قليلة، كانت لها حسابات سياسية ظلّت تُصحّح نفسها ولو بعد حين، واصلت مؤسسة المخابرات التأكيد على مهنيتها، وعلى مهمّتها الأساسية التي أسّست من أجلها، وأنا أقتبس الآن من قانون المخابرات العامة:«واجب المخابرات العامة حماية الأمن الداخلي والخارجي للمملكة، من خلال القيام بالعمليات الاستخبارية اللازمة لذلك»…
وعليّ أن أعترف أنّني في المرحلة الماضية، أسابيع وأشهراً وسنوات، ظللتُ أخشى من ذهاب عائلتي إلى مكان عام جداً، مثل المولات والأسواق المفتوحة وتجمعات الفنادق وغيرها، فما زالت أصوات انفجارات الفنادق الثلاث في ذهني، وما زالت تتردّد في أذنّي صدى التهديدات بغيرها.
أعترف بذلك، ولكنّ العائلة كانت لا تكترث، فظلّت تواصل حياتها كما العادة، آمنة مطمئنة، والحمد لله أنّ شيئاً من هواجسي لم يتحقّق، والشكر الان هو للمؤسسة التي حافظت على تكليفها القانوني: "حماية الأمن الداخلي والخارجي”، التي لا تُعلن عن شيء إلاّ وكان حقيقياً، ولا تفتعل الدعاية والاعلان المجانيين.
يُزعجني ويغضبني ويحزنني أن هناك خلية مكوّنة من سبعة عشر شخصاً أرادت النيل من أماكننا العامة، ويُفرحني أنّ هناك من كان لهم بالمرصاد، تتبعاً منذ التخطيط وحتى قُبيل ساعات التنفيذ، والحمد لله أولاً وأخيراً، وما بينهما، أنّ هناك من يعمل على حراسة بيتنا، فلهم كلّ الشكر