ايران الراعي الاول لحقوق الانسان

 من المفارقات العجيبه والمضحكه التي سمعناها هذه الايام والتي تزامنت مع ثورات بعض الشعوب العربيه  ان تصبح ايران الراعي الاول لحقوق الانسان العربي والمدافع عنها والناصح لانظمتها بكيفية التعامل مع شعوبها وباي طريقة  وتنقلب بقدرة قادر من دولة استبدادية ظالمه لشعبها الى دولة مسالمه تطالب غيرها من الدول بضرورة احترام حقوق الانسان ولكن فاقد الشيء لا يعطيه.

لو ان  اي دوله اخرى غير ايران تحدث نائبها في البرلمان عن الاردن معترضا على التعديل الحكومي الذي اجراه الدكتور معروف البخيت ويقول ناصحا للشعب الاردني ان يثور على دولته بسبب تبعيتها للاجنبي ومطالبا بالحقوق للمواطن الاردني لقبلناه بكل صدر رحب ولكن ان تصل الوقاحه بدوله قمعية  فاشية مثل ايران بالتدخل بالشؤون الداخلية الاردنيه عن طريق النائب في البرلمان الايراني اسماعيل كوثري فهذه قمة الوقاحه السياسيه وخاصة ان الجميع يعلم من هي ايران وكيف تعامل شعبها.

يبدو ان ايران اصبحت تمارس دور الراعي الاول لحقوق الانسان العربي وتدافع عنه ضد القمع والتعذيب والاستبداد الذي يمارس ضده من قبل انظمته الحاكمه وهي بهذا تحاول تجميل وتحسين صورتها القبيحه امام المواطن العربي تمهيدا للولوج الى المجتمعات العربية العصية عليها ولغاية الان لتمارس ادوار الشر والفتنه بين شعوبها .

المشكله في الموضوع ان اكبر دوله قمعيه  واستبدادية  في المنطقه وبدون منازع اصبحت تمارس دور الراعي والمحامي عن حقوق الانسان العربي ولكن ماذا يقول المواطن الايراني العادي الذي يمارس ضده وبشكل يومي ابشع اشكال القهر والتعذيب والاستبداد والقتل في الشوارع والاعدامات الكثيره وبدون محاكمات والسجن لعشرات السنين بدون تهمة او محاكمه فقط تكون التهمه هي مناهضة النظام الايراني الذي هبط من السماء والذي لا يجوز لاي كان انتقاده او التظاهر ضده في الشوارع اعتقد ان المواطن الايراني سيفاجأ بهذا الدفاع  المستميت عن المواطن العربي .

تحدث النائب الملهم عن  تبعية الاردن للاجنبي وقد تناسى النائب المحترم كيف ساعدت دولته  القمعية امريكا الشيطان الاكبر كما  يحب النظام الايراني تسمية امريكا  في هجومها على النظام العراقي وكيف قدمت له التسهيلات الكبيره من اجل اسقاطه  وتدمير العراق وتهجير شعبه الى دول العالم وكيف عاثت ايران بالعراق الفساد والدمار والتخريب والتفجيرات اليومية ومئات الاغتيالات  وهذا بالنسبة لهم لا يعتبر تبعية كون مصلحة النظام الايراني اقتضت هذا التحالف .

لقد رأينا كيف تعامل النظام الايراني المستبد مع حركة التظاهرات الشعبية بعيد الانتخابات الرئاسية والتي فاز بها الرئيس احمدي نجادا مدعوما من المرشد الثوره  علي خامنئي والتي جرى التزوير فيها على قدم وساق حيث شاهدنا القتل بالشوارع واطلاق النار والاعدامات والسؤوال هنا اين هي حقوق الانسان الايراني  يا سعادة النائب  الذي طالب باستقالة الرئيس نجادا بسبب التزوير  وطالب بالعادله واحترام حقوق الانسان

تصريحات المسؤولين الايرانيين تيعث على السخرية فهم من جانب  يقفون ضد الشعب المصري والتونسي والليبي في ثورتهم ضط انظمتهم الحاكمه ولكن الموقف قد تغير كليا مع ثورة  الشعب السوري  بوقوفهم مع النظام السوري مدافعين عنه  معتبرين ان هذه التحركات الشعبية ما هي الا مؤامرة خارجية تحاك ضد دول الممناعه والمقاومه.

 لم يعد خفيا علينا جميعا التدخلات الايرانية السافره والوقحه في الشؤون الداخلية للدول العربيه واجنداتها الخطيرة التي تحاك  وتنفذ ضد الدول العربية كما  هو حاصل اليوم في لبنان واخيرا دعمهم للتحركات الشعبية في البحرين والتي نعرف جميعنا ان هدفها ليس الوضع الاقتصادي  ولا المطالبه بالاصلاح بالسياسي .

على كل الذين يقومون هنا في الاردن  بمغازلة ايران  ومحاولة التقرب منها تنفيذا لاجنداتهم الخاصة والرخيصه ضد الاردن ومحاولة زعزعة الامن والاستقرار والسماح لمن هب ودب بالتدخل بالشؤون الداخلية للاردن وبشكل سافر ووقح  معتقدين ان الاردن هو لقمة صائغه  نقول اتقوا الله في وطنكم  ولا تكونوا دعاة فتنة وخراب بل دعاة اصلاح وسلام واعرفوا ان الاردن سيبقى باذن الله عصي على كل محاولات الفتنه وقوي باذن الله بهمة ابنائه المخلصين وبقيادته الحكيمه.