في محاضرة لرئيس حزب الاتحاد الوطني الأردني في البلقاء التطبيقية
في محاضرة لرئيس حزب الاتحاد الوطني الاردني في البلقاء التطبيقية
الخشمان: الملك اخذ زمام المبادرة في الإصلاح منذ توليه الحكم واستبق تطلعات المواطنين
قال رئيس حزب الاتحاد الوطني الأردني الكابتن محمد الخشمان
ان جلالة الملك عبدالله الثاني استبق تطلعات المواطنين لمزيد من العدالة و الحرية والديمقراطية واخذ زمام المبادرة في الإصلاح منذ توليه مقاليد الحكم وأطلق الدعوة للمبادرة الى الحوار حول مختلف قضايا الإصلاح بهدف تحقيق مستوى اعلى من العيش الكريم للمواطن الاردني.
واضاف في محاضرة القاها في جامعة البلقاء التطبيقية بحضور رئيسها الدكتور اخليف الطراونة وحشد من طلبة الجامعة ان الاردن تميز منذ تأسيسه بأنه واحة للأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي.
واكد ان قضايا الشعب تلتحم مع اهتمامات القيادة الهاشمية التي وضعت
التواصل المستمر مع مختلف اطياف الشعب في كافة المناطق في رأس اولوياتها لضمان ديمومة الاستقرار الاجتماعي و الامن الاقتصادي، مشيرا الى جهود جلالته الدءوبة التي اثمرت عن موافقة منظومة دول مجلس التعاون الخليجي على انضمام الاردن الى منظومتها مع ما يعني ذلك ميزات اقتصادية واجتماعية ستنعكس بالضرورة على الاقتصاد الاردني وتشغيل الايدي العاملة الاردنية وزيادة فرص التصدير والاستثمار.
واشار الخشمان خلال المحاضرة الى ان من الطبيعي ان تكون هذه السياسة الهاشمية الحكيمة حافزا لمؤسسات و احزاب المجتمع المحلي للاقتداء بهذا النهج والعمل لخدمة الامن الاقتصادي والاجتماعي الذي يعتبر جسرا للقوة السياسية التي تضمن الديمومة للركائز الاساسية لمقومات الدولة الاردنية وثباتها، وهي الثوابت التي يتبناها حزب الاتحاد الوطني الاردني.
واوضح اهمية البعد التاريخي لنشأة الدولة الاردنية عند التفكير
بمناقشة موضوع الدور المطلوب لمؤسسات المجتمع المحلي والاحزاب في تنمية وتطوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية الاردنية.
وقال ان الدولة الاردنية الحديثة تأسست في العام 1921 في مجتمع يسوده طابع البداوة والريف مع ما يكتنفه من ترابط اسري واجتماعي وعشائري الذي كان سمة المجتمع الاردني منذ تأسس الدولة ابتداء بالقرارات الدولية السياسية التي افرزت شرق النهر وغربه ومرورا بقرار وحدة الضفتين في العام 1950 وما صاحبه من إعادة بلورة الترابط الاجتماعي والاقتصادي بين الضفتين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتأثيراته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الدولة الاردنية.
واشار الى ان الجيش العربي الذي حافظ على كيان وامن الدولة واستقرارها كان الملاذ لابناء المجتمع الاردني الواحد لتحسين اوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية في مراحل بناء الدولة المدنية وما رافقها من مراحل بناء للقوات المسلحة الاردنية وتزايد عدد السكان المطرد بفعل الهجرات المتتابعة سواء الطوعية ام القصرية حيث كانت مؤسسات الدولة والقوات المسلحة مراكز تدريب وتأهيل لابناء المجتمع واخذت على عاتقها تطوير وتأهيل الانسان الاردني بالتزامن مع مرحلة بناء البنى التحتية لاستيعاب التزايد السكاني المطرد وصولا الى قرار فك الارتباط في العام 1988 حيث تبع ذلك هجرات متعاقبة من مختلف مناطق العالم الى الاردن ومن مختلف الجنسيات نتيجه حروب واحداث سياسية في دول الجوار والمنطقة كون الاردن واحة امن استقرار.
ولفت الخشمان الى ان البنية التحتية في الاردن لم تكن مهيأة لمثل هذه الهجرات حيث كانت المفاجأة ان ساعة التعداد السكاني في المملكة اشارت الى 5.5 مليون نسمة في بداية التسعينيات ما اضطر اجهزة الدولة المختلفة للتعامل مع هذه المستجدات خصوصا في البنية التحتية التي كانت مهيأة لاستيعاب 3 ملايين نسمة فقط.
وقال "اننا نعيش اليوم استمرارا وتراكما لحالة التحدي ونحن نعيش اوضاعا اقتصادية واجتماعية صعبة وتحديات كبيرة اهمها ارتفاع عدد السكان الى 6.2 مليون نسمة معظمهم من الشباب والجيل الجديد الذي يقع على عاتقه الآن تحمل المسؤولية وتحديد مواقع الخلل تمهيدا لبناء خطط مستقبلية تضمن له ولآبائه وابنائه تجاوز الحواجز والصعاب لاستكمال المسيرة التاريخية في بناء الدولة الاردنية الحديثة وتحقيق الحياة الكريمة.
ولخص الخشمان اهم هذه التحديات الاقتصادية والاجتماعية من وجهة نظر حزب الاتحاد الوطني الاردني في محاولة لتقييم الذات تمهيدا لوضع التوصيات لمستقبل يقودة جيل الشباب.
واضاف الخشمان ان من اهم هذه التحديات إعطاء الاولوية للسياسة المالية على حساب السياسة الاقتصادية، وغياب سياسة اقتصادية طويلة الامد، وانتشار البيروقراطية في الجهاز الحكومي وتعدد المرجعيات والمؤسسات، وتدني مستوى النضوج في الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وغياب التوزيع العادل لمكتسبات التنمية، والتعارض في بعض التشريعات وتلاشي الطبقة الوسطى، وتباين الميزات الاقتصادية جغرافيا، والمنافسة الحكومية لنشاطات القطاع الخاص، وتغير الايات والاجراءات بتغير الصف القيادي، وغياب استراتيجية صناعية وتجارية وزراعية، وضعف مفهوم المسؤولية الاجتماعية.
وفي مقابل ذلك اكد الخشمان ان الاردن يتميز عن غيره بالامن والاستقرار السياسي، وتمتع الاردن بسيولة فائضة، وموقع المملكة الجغرافي المميز، ووجود فائض في الايدي العاملة المدربة، وتمتع الاردن بفرص تفضيلية في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، ووجود قطاعات استثمارية واعدة مثل فرص الطاقة المتجددة والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتعدين.
وشدد الخشمان في ضوء ذلك على اهمية اجراء مراجعة وتقييم لاخطاء الماضي وتبني اجراءات وتشريعات في المجالين الضريبي والاجتماعي لتحقيق الامن المعيشي للمواطنين، وضرورة الاهتمام بالشباب وقضاياهم ومنحهم الفرصة في التنمية الشاملة، والترويج العصري لميزات الاردن الاستثمارية والبشرية.
وانهي الكابتن الخشمان المحاضرة بالقول "اننا أكدنا في حزب الاتحاد الوطني الاردني أن الاصلاح السياسي لا يمكن أن يتحقق دون وجود قاعدة اقتصادية واجتماعية مترابطة، ومن هذا المنطلق فاننا سنتخذ من التوجيهات الملكية السامية في خطاب جلالته الاخير نبراسا لبناء حزب ديموقراطي شعبي يشترك مع مختلف اطياف المجتمع الاردني بمشاريع اقتصادية تعود بالنفع على فئات المجتمع لتعزيز الانتماء والتواجد الوطني ضمن مفهوم المواطنة الصالحة".
وجرى حوار خلال المحاضرة اجاب خلاله الكابتن الخشمان على تساؤلات الطلبة والحضور حول مختلف القضايا المتعلقة بدور الاحزاب الاردنية في النشاط السياسي والاقتصادي الاردني .
واكد الكابتن الخشمان في ردوده على اسئلة الحضور على ان الدعوة التي وجهها جلالة الملك عبد الله الثاني لانخراط المواطنين الاردنيين وبخاصة فئة الشباب في الاحزاب قد فتحت افاقا جديدة امام المواطن الاردني ليساهم بفاعلية في مختلف مجالات العمل العام والشؤون السياسية ليكون فاعلا في عملية البناء والتطوير بما ينعكس على حياته وعلى حياة الاخرين .
كما شارك في الحوار الذي اعقب المحاضرة الدكتور اخليف الطراونة رئيس الجامعة حيث اكد على اهمية الاحزاب في الحياة السياسية وضرورة ان يكون لها دور اساسي في الحوار الوطني مؤكدا على ان الجامعات لا تمانع في انخراط الطلبة في الاحزاب شريطة ان لا يؤثر ذلك على مهمتهم الاساسية وهي التحصيل العلمي ونيل الشهادة التي تمكنهم من تبؤ المكانة المتقدمة في المحتمع التي يبحثون عنها .
وفي ختام المحاضرة قدم الدكتور الطراونة درع جامعة البلقاء التطبيقية للكابتن الخشمان تقديرا لجهوده الوطنية المخلصة في مجالي السياسة والاقتصادة فيما قدم الكابتن الخشمان درع الاردنية للطيران للدكتور الطراونة تقديرا لجهوده في مجال التعليم الجامعي في الأردن .