ليلى احمد الرفاعي تكتب : وطني.. هل حقاً لا يظلم فيك أحد؟
لم اجد ابلغ من هذه الابيات التي قرأتها لابدأ بها مناجاتي لوطني.....
وما شكـوت لأنـي إن ظلمـت فكـم قبلي من الناس في شرع الهوى ظلموا
أبكـي وأضحـك والحـالات واحـدة أطـوي عليهـا فـؤادًا شفّـه الألـم
فإن رأيت دموعـي وهـي ضاحكـة فالدمـع مـن زحمـة الآلام يبتـسـم
فاظلم كما شئـت لا أرجـوك مرحمـة إنـا إلـى الله يـوم الحشـر نحتكـم
يا وطني الغالي بعد ان سدت الطرق كلها قررت البوح والتناجي معك فهل حقاً يظلم فيك أناسٌ من أهلك؟ هل حقاً اصبح فيك مواطن سوبر و مواطن عادي ومواطن لا يراه أحد؟
هل حقاً التبس فيك الحق بالباطل فلم نعد ندري ما الصواب وما الخطأ؟
كثيرة هي الاسئلة لدي ، فرغم اني لم ابلغ من العمر الا سبعة عشر عاماً الا انني خبرت خلال سنواتي الاخيرة تجربةً قاسية فجرت لدي كل هذه الاسئلة وأكثر!
فكيف لا استغرب يا وطني عندما أرى الحكومة التي تقودك تأتي بوعود العدالة والمساواة فتكون بداية عهدها بتهريب سجين الى خارج ارضك فقط لانه مواطن سوبر! فيغضب برلمانك الذي يمثل شعبك ويكاد يسقط هذه الحكومة بسبب فعلتها هذه ليعود هو بنفسة ويمارس نفس الدور الذي مارسته ويطالب وبنفس الطريقة والاسلوب بإخراج مواطن آخر سوبر ايضاً (...) يا وطني الغالي، كيف يكون كل ذلك؟ هل هذا ما يسمونه الانفصام السياسي؟ كنت عندما اسمع مثل هذه المصطلحات في برامج التحليل السياسي على قنوات الجزيرة والعربية لا أفهم معانيها ولكني الآن وبفضل العدل الذي تمارسه مؤسساتك يا وطني عشتها واقعاً ففهمت معانيها بل وأبعد من ذلك فهمت من اين اتت؟
لقد اصبح ابناءك يا وطني يصنفون ويقسمون الى درجات فالسوبر منهم هو إما من أمتلك مالاً بغض النظر عن مصدره أو من كان يستند الى عشيرة كبيرة وذات نفوذ، وأما المواطن العادي فهو من يكدح ويعمل بجد ويربي ابناءه على الولاء اليك ويكرس كل حياته ليضمن لهم حياة من ابسط مقوامتها الكرامة والعزة، أما المواطن تحت العادي فهذا الذي نمر جميعنا عنه ولا نراه ونتمنى لو انه ليس من مواطنيك حتى نتنصل من اية مسؤولية إنسانية أو وظيفية يمليها علينا انه يشاركنا مواطنتك فننكره في الحياة ونستخدمة في الندوات والمقابلات بأنه غايتنا ومحط اهتمامنا... مرة أخرى يا وطني اليس هذا انفصام اجتماعي نضيفه للانفصام السياسي!
ونعود للقضية التي عومل فيها المواطنين السوبر بطريقة تليق بمقامهما فيك ، ولعلك نسيت ان فيها ايضاً مواطنان عاديان يتشاركان نفس الاوضاع مع السوبر فلديهما أسر وأطفال ينتظرون عودتهم ولديهم ايضاً أمراضاً عادية كالتي لدى السوبر ولكن ليس لديهما لا المال ولا العشيرة لتصنف امراضهما بأنها خطيرة على الحياة.
يقولون يا وطني حبيبي ان حق الحياة مقدس فانظر اي حياة منحوني انا وأخوتي لمجرد كلمة من مغرض بأن والدي طلب ان يغادر منصبه طمعاً في منصب آخر، هذا هو الدليل القاطع الذي دمرت حياة اسرتي لأجله، ليأتي ظلم اكبر عندما أرى أعلام بلدي يرغي ويزبد ويتهمه ومن معه بالتطاول على المال العام دون ان تسعى اي من وسائلة الى قراءة ملف القضية التي يتحدثون عنها ليفهموا حقيقتها ووقائعها لربما حينها استدلوا على دوافعها.
آه يا وطني ماذا أقول لك وبما ابوح اليك والله لولا انك وطني ولولا ان فيك آل هاشم اللذين لا يظلم عندهم أحد لكنت قلت انني وصلت الى اليأس من جراء ظلم ابناءك وخلقهم كل هذه التناقضات لتعيش داخلك...... اعلم انك تحبهم ويا ليتهم يبادلونك نفس الحب، كل هذا اليأس لا يمحوه منك ومني الا أمل واحد ان من يرعاك يعرف بكل ما تعانيه وهو وحده دون غيرة يسعى كل يوم ليضمد لك جراحك التي لا تستطيع شكواها لانها من ابناءك.
وفي الختام يا وطني حماك الله وأبقى لك ولنا من يضمد جراحك ويربت على جراحنا ونسأل الله ان ييسر له بطانه صالحه تسانده وتساعده على تحقيق ما يصبو اليه من أجلك وأجلنا جميعاً .