اسامة الراميني يكتب.. عادل القضاة.. انتظر وسام الوطن فمنحوه "زنزانة " وسلاسل و"قضية" ...

حظه كدقيق فوق شوك نثروه .... ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه " ... لكنه صبر وصمد وبقي ثابتا بالرغم من الاذى والظلم الذي تعرض له في "قضية التصفية وقضية مصفاة البترول" التي نعلم كل تفاصيلها واسرارها وخفاياها والحقد الذي مورس ضد كل المتهمين الذين دفعوا ولا يزالوا يدفعون الثمن ...

"عادل القضاة " مثله مثل الفضيلة ،مسيرة تاريخه الوظيفي والوطني شاهد عليه وله ، يحمل من اسمه الف نصيب فهو " العادل " الصادق المنتمي  الشريف العفيف المخلص لكل الوظائف التي شغلها .

"عادل القضاة " عاش الظلم والقهر يوما بيوم معتبرا ما جرى معه بانه ابتلاء على شكل امتحان ... لم يتكلم بأي كلمة علما بأنه يملك الكثير من الكلام  كيف لا وهو الذي شغل مناصب حساسة وكبيرة ... بقي صامتا حزينا يبكي من جوارح قلبه في سجنه وفي الزنزانة التي احتضنت جسده النحيل بحزن وثقل وبرودة ... عيونه دوما شامخة الى السماء يدعو  جل قدرته ان يخفق من صعوبة الامتحان وقساوة الموقف .

"عادل القضاة " دخل السجن ونام على اسرته وهو لا يعلم لماذا سجن ولماذا البس البدلة "الزرقاء" ..قلبه ابيض وعيونه دامعة في كل يوم ... كان  يثق بالعدالة الالهية وحريصاً عليها خصوصا بعد ان غابت العدالة الارضية ....لا يثق كثيرا بهذا العالم لانه  يثق بنزاهته وطهره  ونظافة يده ولسانه ويثق بأنه سينتصر يوما وستشرق شمس العدالة من جديد وسيبقى الحق وسيزهق الباطل وسيبان الخيط الابيض من الاسود ...

"عادل القضاة " كان كبيرا كما هو دوما شاهقا صاحب جبهة وطنية لها قامات تجاوزت عنان السماء ... لم " يكفر" بوطنه بالرغم من حالة الاستبداد والضياع  والظلم الذي تعرض له فعلى العكس كان يحب وطنه كلما يزداد الخناق عليه ولسان حاله هذا وطني وما اعذب شقاؤه وما الذ عذاباته .

كان يدرك ان الشمس ساطعة لا محالة وسيعود الى مكانته التي حرموه منها .

لقد خاب ظن الكثيرون به كان يعتقدون ان " ابو اشرف" سيشرق ويغرب ويلعن "سنسفيل " كل من تعرض له لكنه  بقى ثابتا صامدا شجاعا جريئا "بصمته " وهدوئه وحسن تدبيره وحصافة فكره وجلادة بأسه وعظمة اخلاقه وقوة "شكيمته"  وصلابة ارادته التي تعلم من خلالها كيف يكون الكبار الكبار ... لم "يغضب "... لم يفجر ... لم يتحدث بكلمة واحدة عن اي شيء رغم انه مظلوم كان عظيما صادقا رائعا وطنيا بكل ما اراد ويبدو ان الايام القادمة ستحمل حلما  وعشقا لهذا الرجل الذي حمل الكثير من اوسمة الوطن لكن الاعداء والناكرين وعديمي الضمير حاولوا تشويه صورته وحالته ف"ابو اشرف " هرم وطني وجندي مجهول " .

تعامل مع الازمة بروح الكبار ... ضمد جراحه ولعق حزنه وانتصر على اعدائه بصبره وبثباته وهدوئه وحكمته ووقاره فدخل "التاريخ " باعتباره "سجين مظلوم " دفع ثمن فاتورة غيره وضحى في حياته وسمعته ومن اجل "دمعة " سقطت وسالت من خده على بقايا " سجن " ممتد " لسرير " مشبوك بالاسلاك وخارطة الوطن " راسمة " قصة على شكل حكاية "وطن "  "لكهل " خدم البلد (50) عاما فأدخل السجن لانه "وطني " غيور على ماله وشرفه وترابه ...

"ابو اشرف " الان يرتدي " البدلة " الزرقاء بدلة السجن ويده موشحة "بالابر " و"برابيش المستشفى" ... اخشى ما اخشاه ان يموت الرجل  والحسرة تملأ قضبان سجن حزين على "وطني " صادق انتظر من يقلده وساما "فوجد " وحوش وغرباء يضعون السلاسل في يده "ويزجوه " نحو البلاط البارد ... فك الله اسرك  يا "عادل "  فالعدالة  لم تعد صفة على هذه"الارض "فهي غادرت ارضنا الى "السماء " ..